والتاريخ والجغرافيا يكذبان – علي منصور

رجلٌ طيب للغاية

طيب طيب طيب، غير إنه أحمق.

أحمق أحمق أحمق

ما إن يخطو خطوة لإصلاح هفوة حتى يسقط في الهوة .

لكنه طيب فعلاً

سليم الطوية، دموعه قريبة، وقلبه أبيض

ويفرح جداً

كلما هطل المطر

ما يوحي أن أسلافه كانوا نباتات.

في الشرفة..

نقل نبتة الياسمين من أصيص صغير لآخر كبير

بينما قلبه يدق، خوفاً أن تموت

كل صبح يطل عليها

ويميل فرحاً

مع اهتزازات ذؤابات الأغصان.

اليوم همس لها: أنت حبيبتي يا شجرة الياسمين

وانحدرت من عينيه دمعتان.

وقال الرجل الطيب :

إن التاريخ والجغرافيا يكذبان، يا شجرة الياسمين

فقد كان اسمها تركستان الشرقية

حتى منتصف القرن الماضي، كان اسمها تركستان الشرقية

وعبر عشرين ألف مسجد

كانت تصعد (الله أكبر) في السموات.

اليوم يقولون عنها (إقليم شينجيانغ)، يا شجرة الياسمين

اليوم المسلمون الإيغور، أهل تركستان الشرقية، في معسكرات التأهيل

بلا مصاحف ولا سجاجيد للصلاة.

قالت شجرة الياسمين:

يا ربي..

يا ربي..

حتى منتصف القرن الماضي، أيضاً..

كان اسمها فلسطين.

22-07-2019

التعليقات مغلقة.