أيها الفأل المجنون عبّئ مكانك… انتشر، ذكّرْ مريدينك أنك أكثر قسوة وقساوة من الأبيض والأسود وأنك خدعة ألوان راسخة… وتذكّرْ أنّ هذا الرجلَ المصادفةَ خادمك منظّف ظلالك مسّاح تنفسك في البؤر السقيمة، كما هو مذكّرُ نفسه أنه عبدُ تمردّه وعبدُ نقيضِ تمرده.
أيها الفأل… الصفات كلها تليق بك، لكن حطّمها، تعرّ وأرحنا من غذاب وصفك بألف هيئة، كن أنت كما ولدتك الطبيعة لا كما دجّنتك الصناعة.
يبدو ما يبدو. رسل الرؤية حملةُ الدوائر تصغر وتكبر من دون أن تخون طبيعتها المغلقة، رسلٌ يضعون الصور في الأطر فيخونونها و يخدمون الإطار.
من أنت أيها الرجل لتهجو لتغضب! اهدأ في حضن الفهم في نظرة هذا التعيين المخزي للخيانة والإغلاق، من أنت سوى خلاصات إعجاب بفاتحي الدوائر… سوى ظلّ كامن في الاحتمال.
عميقاً… عميقاٌ حيث لاشيء سوى العتمةَ حيث العماء الذي لا يوصف يمكن أن يتجسّمَ معناه.. وهناك في البعيد… البعيد وجدت نفسك روحاً مطفأ غير متماهٍ… بقعةَ سوادٍ من دون خواص تلطخ صفاءَ هذا ال هناك الداكن جداً.
منداحاً على السطح تقلّبُ أسماءك وصفات أشيائك
وتظن أنك تمرّ
برازخ وحسب تجرّك ولا تدخلها
كأن ضوءاً سحرياً يجذبك إلى حيث (ربما أو)
ثمّ بيوتٌ
البيوت
التي صيّرتْ جسدك فقاعةً جرباء في العزلة/ اللغة
فقاعة … وشمٌ في الهواء
حين المحوُ طاغيةٌ
ياه.. تريد أن تبكي أكثر… تريد إيقاعك الذي افتقدته تريد كرسيك الوثيرَ في قاعة خالية حتى منك
هناك إمكانُ استردادٍ مفجع للـ هناك، فاللغة تذهب بعيداً الآن للملمة ظلالها العتيقة
….
كهل تتداعى أضلاعه خلف الوقتِ بمكانين
كهل كان يتمنى أن يتداعي منتهياً في الحفيف، غيرَ أن لا صوت سوى صوت العصف
/
ابن وأب نفسك أنت
خرافةُ منهوشةٌ أطرافُها… حقيقة مجوّفة… شيء يكاد يحدث
فخارُ التجريد على أهبة أن يتحطم
تنهيدةٌ أطولُ من أسبابها
هناك تعريف بكر للعراء
طبيعة ثقيلة
هناك قصدتَ (هنا) ضيّعت كافها، ثم ليل، ثم
أرق سرطنتهُ مدنٌ لم تعد تحنّ إليها.. وآخرون يكتملون وينقصون في الكبرياء
أيها الفراغ فرّغْ نفسك من هذه الطلاقة
كن
وليأتِ المعقول ليقول أشياءه الغامضة
ثم
ابك أيها الرجل ابكِ… سمّ طللاً وطفْ حوله، أو قدّسْ ذاك الذي لايُسمّى
هناك
…
من قال إنك جميلُ الموت
وإنك تحلم ولا تعيش وإن أحدا لن يصدّقك إلا سكّانُ الضباب سليلو الخوف العتيقون/ وإنك غبار أزرق في خان الجنون؟
وكنتَ تريد أن تجيد استثمارَ رائحة تنقلاتك بين الحرمان والاكتفاء
وأصبحت لا تريد إلا أن تمضي
……
…
هكذا
الغزو والسطو
هاءُ الهباء
وهاءُ ال هناك
هيئةُ تتكوّن ولا تكون
غيمٌ/وحلٌ … اختصار للتحوّل
وجود ثم هلاك
وأنت أيها المصدَّق يريدونك إلا تبكي
ودمعك بقايا ما لا تعرفه عن نفسك
فدعهم يرثونك.. دعهم يحبّون جهلك بهم وبنفسك
هذا بعض انتباهك مترجما
لن
لن
لن
تجميل) )
نفيّ (لم)
تحذير
(لا)
ترتيب (ليس)
توقيع (ما)
فسحة لتنظيف التوافق… لتقوية الاختلاف
أدركتَ عبوديتك
طيف في مواجهة صقيع المواجهة
عائلة من الندم تركّب المناخ وأشياءّ أخفَّ من المستقبل
ولا علم لك كيف حمّلك الوقت جرسَ اللغة فأردت أن تكون الصدى قبل الصوت فصرتَ ما لا يعرفون عنك وما تحدس أنك…
لا التحديق في الحياة يجسّدك ولا التحديق في الموت ينقذقك، هكذا أدركت إقامتك في خيمة النكرات الممزقة كائناً في احتمال أنك (كنت)
أواه يا صراخ الكلمة في السرد.. أواه يا طفولة الشيء في النظرات وبقليل من الوعي وكثير من نقيضه، الآن ليس لك إلا أن تعلّق نصك على مقصلة الصمت كيلا يرى أحد موتك أو موت حدوس لغتك في الموت.
تجرّب الندم في بيت إشاراته في ميلان ظله على كل من لا تعرفهم، وتترك لصوته أن يشذّب فكرتك عن الروح ويحرق أوطانك الصغيرة في المنفى.
أرسلْ له دعوة أيها الحنين
أجلسيه قربك أيتها اللغة
خففْ من غلواء رعبه أيها الألم
احصده على مهل أيها الوقت
(لقد رأى أكثر مما ينبغي)
كان عصيأً أن تعرض باطنك وقاسياً خروجك من الجمع وأقسى مراقبتك للجمع
عرفت أن هذا التأمل الدموي لن يجرفك إلى موضع وأن هذه الإقامة في الترحال لن ترسمك في بؤرة
أنصفه أيها الفناء توجّهُ ذرةً في ندائك انقله رسالةً فارغة إلى لا أحد يا إله بريد النسيان وتذكرْ أنك خالقه، تذكرْ رأفتك بمن كانوا على أهبة أن يكونوا
من سيلتفت إلى مراثيك!؟ أنت الذي لم تفخر بشيء أو بأحد
اتصال باهت مع طفولة ميتة وشيخوخة لن تكون. من سيلتفت إلى فتوة هذه الريبة
من سيحل لغز انطفائك في العتمة التي أشعتها حولك؟
أنصفه أيها الفناء
أنصفيه أيتها الحيرة
إنه أكثر خراباً من هذا العالم أجمل من أن يأتي ليصف خراب هذا العالم. أنصفه أيها الخراب هو من طينك
شهيد اسمك وشاهدة قبر كونك و مُشاهِد شهودك
غابتك صحراؤه أيها الفناء الملكُ و ظلك هذا الغمرُ العظيم
وهو الضامر المقامر المسافر بكامل وحشته مالئ الهباء بالمعنى تأخرَ في إعلان إذعانه فتفشّى الوباء بأشكاله التي أعرته إياها.
الوجود على يساره والمقصلة على يمينه وعصارة أرواحه كرة مضغوطة بهواء الوهم.
منشدون طردهم صراخك. أيها الخراب/الفناء/النداء فلقد جمّعَ حطب عصيانه على مقربة من شتائك فاحرق ثروته… دليلَ عبوره.
ضجرَ حراس المستقبل من حراسة لاشيء كما ضجرتَ من أشغالك ومن الوصف. فاعلنْ خلودك في مملكة العاطفة البائدة
بل قلْ
ممالكك أكثر سعة من الأزمنة والأمكنة في بيئة الذاكرة المعادية
في السابق اللاحق مسرب التعاليم المفتوح وبعناية الطاقة الغامضة… تلك الطير العمياء التي تنقر الهواء… مصدّقة أن الفراغ أرض وأن هذا اللون اللامرئي نبتُ الخيال كما هو نبتُ الحاجة
إذن لنترك ما تبقى مما تبقى لأجنحة معنى لا يدرك اسمه وشكله ويخوّض خبطاً في أزرقِ ضرورته للحركة
لا ملاذ لك
أنت كفة ميزان معطل أثقلته خفة حكمة ثقيلة
أواه يا أنت يا مقبرة أنوات… أواه يا أنت يا عجز ومعجزة اللغة في الكمون التي لن يكررها ويحررها إلا بعض قلة غارقين في بخار كونهم اللايقال
تشرّحُ ولا تصرّحُ فالجثة خواء… وجسمُ الغيب/الهباء المستعصى في الواقعي…. نقاء الوحدة في الوحدة، جرح الإشارة/نزف الاستعارة العبارة… دلالة الحجارة غير مصفوفة مرصوفة في جسم طريق أو جدار.
ليعنك هذا الرعب أيها الرجل فليس لك إلاك إلاه، خلّ في أسئلتك هناءة الجواب، خلّ لك فيما تبقى من الوقت ذاك الأزل الذي يحصّنك منك ومنهم.
لتهدأ قليلاً علك تلملم بعضاَ من فتات تاريخك أوكثيراً من فتات الشيخوخة، علك تضيف لهذا العادي أعضاءَ تشكّله، علك ترسل مع قوارب المجانية هذه بحراً آخر
من خزائن الموت سرقت تلك القلادة(تعويذة الهروب) لتعلّقها على عنق مستقبل ميت، من خزائن ذاك المصير غير المكتوب قطفت جملة لتعذبها في السياق
في شتاءات السياق التي لا تنتهي.
أعنهُ أيها الهامش الطائشُ على سكناك ثمّ الفظه كلمةً ممحوةً في فضاء ممحو.
أراد أن يموت في الحركة… أن يتشكّل في سكون الهيولى… أراد مستحيلاته الصغيرة معنى مشتعلاً وراء الوقت وخارج اللغة…. أراد وأراد أن ينشئ التأويل قبل أن يسجّل نصه. أراد أن يقول إن لا إرادة له إلا في حلمه بامتلاك حلمه في الحرية.
ما الواقعية غير نفسها أو ربما هيئة ديناصور يتحوّل في الرأس ولا يريد أن ينقرض.
ايها الميت الحي كن في الكلمة، كن في النقيض غير المدوّن، كن في الأشغال المنهية المنتهية كن في ظلها المتبخر في وضوح حاجتها للشكل، كن في ضجرك من أهل اليقين.. كن في حسدك من أهل اليقين.
كن لغماً في خاطر الافتراض والحقيقة.
الأوبئة المسافرة المقيمة
هيجان القتلة والمقتولين، الفصول الأربعة للخوف، الدمار الذي أنشأه ذكاء الشر
الدم على اليد
الدم على الزناد
الدم على الهواء الممزق
الدم على الهدف
إذاً لتترك المغفلين يفرحون بالألعاب النارية للنصر
إذاً لتحزن لأجلهم.
أنت المفتت المشتت حيث لا مطرح ليضمك ولا عدالة لتنصفك، قصدت أشباهك الميتين والذين سيموتون كأنهم لم يكونوا
/
وقيل لك أنت الضبابي ترّقص الحكمةَ على حلبة صنعها الجهلاءُ الطيبون على عجل أمام أطيافك التي تزدري هيئاتها وقال لك الغبارُ المتبقي من الجمهور إن العرض أكثر هشاشة من بداية ومتن وقفلة وجودهم، وانحنيتَ كتلةَ أجنحةٍ تصفّق لخبط غير مسموع
يفرحك أنك لست هم
يحزنك أنك لست أنت
على حافة إيقاع مرئي.. أو ربما في بيت خطأ التمثّل
أو بينك وبين بينك في ممر عدالة مزدحم بل مسدود بجماهير مكدّسين في أضرحة رغباتك في الجمال أعرت نفسك لنفسك ونفسك مكبّ آخرين
وأبقيت دمعتك في نهاية سطر الصوت أيقونة تتدلّى، وعلّقت المعنى في عنق الكلمة جرساً قطنياً
من أنت سوى درويش يصدّق حكمة من لن يأتي سوى من يبجّل هذيان الطبيعة سوى هذا النحو الغائم
وكذا ستقود جماهيرَ مخاوفك ليثوروا ضدك.
هنا التفصيل ممتلئ بالتفاصيل
بقعة من الهواء تعض الهواء كله
عندما وحيث مركبتان تعطلان الزمانَ والمكان
هناك من يريد أن يدجّن كائنات الفوضى الجامحة كلما أسميته أخطأت
أعنه أن يخرج من غريزته لينظّم
أعنْهُ… أعنْ نفسك في النبذ العظيم… فكَّ الزائرَ عن الزيارة وأنهِ إصلاحَ سقف العبور… أنهِ إصلاحَ الطريق إلى المقبرة.
نيويورك
التعليقات مغلقة.