هرم أمي – مصطفى أبو مسلم

مصطفى أبو مسلم – مصر

أمي بطلة العالم في الركض خلف الذكريات

دهستها الحقيقة

فعاقبتني بالحبس في عشة البط

البطُّ الذي تقدم له الطعام ليلًا ونهارًا

ولا يزورها حين تمرض

لا يهتم أصلا أن يقول لها: “سلامتك”

حين تلكم بطنها حمى البحر المتوسط

تستقبلُ بترحابٍ قططَ الشوارعِ في منزلنا

ثم تنزعجُ من الفضلات التي تتركها على السلم

تتهمني بالإلحاد إذا وقعت عيني مصادفة على “حظك اليوم”

بالجريدة الرسمية

تنصت باهتمامٍ لتوقعات الفلكيين في بدء العام الجديد

والناس يكرهون الجوزائيين

العشوائيين

معكري صفو الأنظمة

صنّاعَ الفوضى

أقسم ُأننا طيبون يا أخوة

ينتظرنا الليل بهدوء قناصٍ

ليقيم علينا حد انتصارنا للمبادئ

نقضي الليالي في تضميد جروحٍ لن تشفيها

المضاداتُ الحيويةِ

ولا كراتُ الدم البيضاءِ البيروقراطية

 

أمي التي تطارد

سيارات بيع منتجات الجيش

بنت هرمًا من أكياس السكر

على سطح منزلنا

وصعدت عليه

كي تخبر الله عما فعله الجنرال

حين تبكي

تبكي السماء معها

فتحاصرها فوبيا المرتفعات

وتسقط من على السرير

 

يطاردها جنود الأمن المركزي في أحلامها

حين يبني خيالها مدنا

بلا أحزاب حاكمة أو معارضة

يجد فيها المشردون غرفًا شاغرةً في القصور الرئاسية

مدنًا مكتوبًا على أبوابها

أحبوا الله ولا تخافوه

ويكون جنرالاتها عمّالًا في دور السينما والمصانع

والمزارع

تفتح فيها الكليات العسكرية فصولًا مجانيةً

لمحو الأمية

ولا تلتفت كاميرات المراقبة إلى فتى

يلتقط صورة “سيلفي”

وهو يُقَبِّلُ حبيبتهُ بجوار سورِ ثكنةٍ للجيش

يراه الجنودُ فيلقي التحية

دون أن يُصَوَّبَ في وجههِ.. بندقية!

التعليقات مغلقة.