لمّا- مارلين هاكِر

الشاعرة الأميركية: مارلين هاكِر

 

لمّا سُجِن الأولادُ في زنزانةٍ مع المُجرمين وعُذِّبوا

سكتتِ الذئبةُ العجوز التي كانت تروي الحكايات

 

لمّا تظاهر الشبّانُ والشابّات في الشوارع وهم يغنُّون

وأطلقَ إخوتهم النارَ عليهم، أطبقَ الكلبُ الذي يحبُّ القراءةَ كتابَه

 

لمّا تصرّف الشعبُ كالخراف، توقّفتِ الهرّةُ المحتالة

عن الاستهزاء بالخراف وأشفقتْ عليهم

 

لمّا أصبح المتمرّدون موظَّفين، اختبأ القنفذُ تحت

صخرتِه وتوقّفَ عن مشاجرةِ رفاقه

 

الحصانُ العجوزُ في السُّوق لم يعُدْ يتكلّمُ عن الليل

والبيداء فأوصاله تُقَطَّعُ أمام دكان اللحّام

 

لمّا راحَ الثوّار في دربِ اللاجئين، طوتِ الذئبةُ الفتيّة رداءَ حجّها

ودفَنَتْهُ تحت شجرةٍ ولم تكتبْ بعد ذلك في دفترِ أسفارها

 

ومزَّقَ التلاميذُ كتبَهم المدرسية وذبحوا عنزةً والتهموها

 

لمّا صار البهلولُ رئيساً والظالمُ بطلاً، مسحتِ المغنّيةُ الغريبة

زينةَ وجهها ونزلتِ إلى الشارع لتنضمَّ إلى المتسوّلين

 

عوى على الجبل الذئبُ الذي كان قد أنشد

قصائدَ فيما مضى وأعوى معه المعلّمُ والشاعر

 

لمّا مرضتِ الشجاعةُ التي كانت قد أحرقت

الدربَ وراءها وجمعتْ أمامها ناسَ الحرب وناسَ السِّلم،

لما مرضتْ بخيبتِها ونفادِ صبرها، أطبقتُ القواميس ونسيتُ كلَّ الكلمات

 

*

[1]كتبت الشاعرة الأمريكية مارلين هاكر هذه القصيدة باللغة العربية، وخصّتْ بها Rê.

التعليقات مغلقة.