عبد الفتاح بن حمودة / إيكاروس/ – تونس–
الجوّ باردٌ وكئيب
النّور الكهربائي يمدّ لسانه في غرفتها العلوية
وفستانُ النّوم معلّق على نافذتها
مساءً في مقهى يتعلّق فيه الجُلاّسُ بأرداف العابرات
شربتُ قهوتين مُرّتيْن باصقًا على المارّة
وأشعلت كلماتٍ في الأثير
مثلما تشعلُ فراشة دموعَها لرجل عابر
الجوّ باردٌ وكئيب
وليس ثمّة زوّار قرب منزلها
ليس ثمّة جلبةٌ أو ضوضاءُ بنّائين
الباب القديم بالأبيض بارد كعادته
والنّهر الضيّق يتثاءَبُ
منزل راعية الماعز يطفو
مشدودًا بمشابك أدباش فوق حبل غسيل
منذ أن أمسكت بيدها في يوم مطير
عرفتُ أنّ الخطّين الأسوديْن فوق شفتيها
سربٌ كاملٌ من النّحل
لكنْ، ها هي تترك كلّ ذلك النّحل
لتنام فوق مروحة.
التعليقات مغلقة.