ساقي التي بترها كمين الغاب – حسن حجازي

حسن حجازي

منذ أمد بعيد،
وحتى اللحظة التي
صارت فيها أظفاري خشنة
كقوقعة سلحفاة
وأنا أحاول أن أصقل مواهبي
في نصب الفخاخ،
لم أحلم يوماً أن أغنم بصيد
وشق واسع العينين
أو أيل مرقط
أو حتى ديك هندي عجوز
تعرفه حلبات مصارعة الديوك
أكثر مما تعرفه المفازات!
••••••
كان أكبر أملي أن أوقع
بضفدع يتيم
أو بقنفذ منشق لتوه
عن عشيرة القنافذ
الناعمة الملمس،
خاب رجائي
إذ أن أكبر صيد
حظيت به
كان جمجمة كلب نافق
دحرجتها الريح
من أعلى التلة
فانتهت في
كميني البائس!
••••••
فخاخي كثيرة لاحصر لها،
لقد وضعتها أكثر من مرة
في طريق الحب
لكنه كان يفلح كل مرة
في عدم الوقوع فيها،
ثم نصبتها بعد ذلك
مرات ومرات
لصديقي الشعر
لكنه كان بدوره يتفاداها
مستعيناً بحدس
المجاز والإستعارات،
وبكل الحيل التي لقنها إياه
أصدقائي الشعراء
المولعين-خلافا لي-
بصيد الفقم والسحالي!
••••••
منذ وقت طويل
وأنا أسعى للإيقاع
بكل تلك الأصوات المبهمة
التي كانت تتناهى إلى سمعي
من غياهب الغاب،
من سوء حظي
حين فكرت في نصب الفخ لها
علقت ساقي
بداخل الكمين!
••••••
ساقي المبتورة
هي أوفر صيد
حظيت به
حتى الآن!

التعليقات مغلقة.