بلا عوالق *حامد محضاوي

لا يفوتني أن أذكر
لا شيء يبقى
تستيقظ الآن قائلاً:
صباح الخير
كما الامس كما الغد
اضحى الزمن بلا إنتماء
جسد تساوره إرهاصاته أكثر من الروابط.
فائض القيمة الذي كان في أن تصحو لتزرع أو تحصد وردة ما أضحى أغنية مشروخة في مسجل أمنيات الذاكرة.
الآن خارج الذكرى، خارج الأشياء، خارج نفسك التي كنت تغدق على تأثيث حضورها، من كل الزوايا أقفلت فتحات الضوء.
اليوم صارت بعيدة عنك لدغات عقارب الساعة، آتت إلى مواقعك، لم تجدك، صرت بالخلاف بعيداً.
عين الشمس التي أمنتها لحمك تحولت ألسنة لهيب على ظهر خطواتك، صياط من الله وليس الصراط إلا غواية مثالية، كي تفيض في الوهم مرتاح البال. أعقاب السجائر اكثر صدقا وهي ترتحل منك وإليك، صامتة محترقة، وفي لبك ترمي النار بلا قناع. اعشق أعدائي وكل من وقف ندا يلبس عريه، ولم يطالع لعب الحرباء. صرت خارج اللحن، سحبت وتري منذ سنة فردية بعيدة، وما بقى مني إلا وجه واحد يريد فرحا محتدما للجميع. وصار كل الأمر طقوسا وتعاويذ وعبور إليك بلا تصاريح. كم كان الوقت متأخرا و هم يعتقدون بانك تريد الفرح لذاتك، أو في حضورهم يزيد رصيد الإنتماء فيك. لا احد يعرف ذلك الوتر الذي قطعته في سنة فردية بعيدة, وما انت هنا إلا حضور لحظوي في تبعات يومي ركيك.
…الآن تمشي بلا عوالق، مساحة تكون فيها شريداً، سفر نهائي إلى ما تحت التراب، تضع نقطة ختام بلا تفاصيل.

التعليقات مغلقة.