الشمس تقرأ بريدها على وجهي – رضا أحمد

رضا أحمد – مصر

……….

لسنا أدلاء على الطقس

ولا خبراء في ترميم الجدارية البريئة لأوراق التوت؛

نحن بارعون في الغياب

وفي تبديد حصتنا في الوقت والأكسجين والذاكرة.

….

أحتفظ بوظيفة أجدادي؛

أخيف الأطفال في الليالي المقمرة،

أصنع فخاخ للعصافير

وأتجول وحدي حول السياج كحارس مقبرة،

إذا كم مضي على وجودك هنا؟

ماذا فعلت لتتجنب الألم المزمن في مفاصلك،

والريح التي تحنط حواسك على طاولة الشتاء؟

 

أعرف أنني كنت هكذا

شجرة ضخمة وبريئة

تسير في مزارع الأرز

لتبلل قدميها فقط بضغينة شتلات ضعيفة

سينفد وقتها

وتقطع.

 

أعرف أنني أنصرفت بعدها لمراقبة ظلي

يتمطى على جسد نهر

ولم يكتشف عابر سبيل أنني أصلح

مركب صيد

ينقذني من الانتظار بلا طائل

ويعود هو إلى وطنه.

 

كل الفلاحين أخذوا الطمي من تحت قدمي

وبنوا سدود الترع والمصارف

والنهر في النهاية نظر إليّ بحذر

ما لم يكن بكراهية

تركني وحدي وذهب.

 

الأوقات تمضي ويتداولها النسيان

ثماري اللاذعة تسقط في مكانها

دون صوت

وأوراقي تقصف خيوطها الرفيعة الريح

وتذبل

دون حركة تحرضها على خدش الهواء.

 

أدركت أخيرا أنني أستطيع العدو إلى شوارع مجاورة

لكن لم تصبني النظرة نفسها مرتين

أو يلاحظ أحدهم أن بيتي يتنقل

ينهبه الإسفلت

وزملائي عالقون

حول مدينة

في انتظار زيارة محافظها الجديد.

…..

التعليقات مغلقة.