أصنام تسوّلت الرّيح – عبير خليفة

عبير خليفة / لبنان

‎عرفتُ الأمواجَ وسمّيتُها

‎الآتية بزبد البحر

‎الذاهبة بلعناتِ الشّرق إلى الغرب

‎بعبادةِ الشّرق للغرب

‎بأصنام تسوّلتِ الرّيح

‎وكانتْ

‎هاماتُ بشر.

 

‎حينَ حصلتِ السّماء على الأزرق

‎كان الصراع

‎على الألوان والرائحة

‎أخذنا الحارّةَ منها

‎فُتِنّا بالمدى

‎وكانَ ضيّقاً

‎صحراء ترابية واسعة

‎آبار عميقة سوداء

‎مخلّفينَ الكثير من السّعادة الزاهية

‎من رقّةِ الصّقيع

‎تركنا ألواناً باردة

‎ولم نعرف الدّفء.

 

‎عرفتُ الأمواجَ كلّها

‎كيف انتظمتْ في مُتسلسلة الزمن

‎كيف أتتْ بالحركة

‎كيف ارتمتِ الأسرارُ في البحر

‎وهبّتِ الرّيح

‎واعدةً

‎أنّها ستُذهِبُ عقول البحارة

‎_بمحبةٍ عارمة_

‎الضائعين

‎بين شرقٍ وغرب.

 

التعليقات مغلقة.