ترجمة: جولان حاجي
المؤلّف الموسيقي الشابّ، أثناء عمله ذلك الصيف في ملتقى لإقامة فنانين، ظلّ يلاحقها أسبوعاً. كانت يابانية، رسامة ناهزت الستين، وظنَّ أنّه يعشقها. أحبَّ أعمالها، وكان عملها يشبه الطريقة التي تحرّك بها جسدها وتستخدم يديها وتنظر في عينيه حين تتملى لاهية الأجوبة على أسئلته.
وفي إحدى الليالي، كانا عائدين من حفلة موسيقية وانتهيا إلى بابها، فالتفتت إليه وقالت: “أظنّك تودّ أن تنام معي. أودّ ذلك أيضاً، ولكن يتوجّب عليّ إخبارك إنني قد أجريتُ عملية لاستئصال الثديين”، وإذ لم يفهمها، أردفتْ: “لقد فقدتُ نهديَّ كليهما”. سرعان ما خبا الألق الذي حمله -كالموسيقى- في جوف صدره وأحشائه، وأرغم نفسه على النظر إليها حين قال “أنا آسف. لا أعتقد إنني أستطيع ذلك”.
عاد إلى حجرته ماشياً بين الصنوبرات، وفي الصباح وجد إناءً أزرق صغيراً في الرواق أمام بابه. بدا الإناء مليئاً ببتلات الورد، وحين رفعه اكتشف إن البتلات كانت في الأعلى، أما بقية الإناء فكانت ملأى بنحلاتٍ ميتة، لملمتْها بالتأكيد من زوايا مرسمها.
التعليقات مغلقة.