سعادة حقيقية على مقام الكرد – وضحى المسجن

وضحى المسجن – البحرين

كانت سعادة حقيقية، شكل من أشكال الفرح المحض، فوضى حقيقية، انخطاف أزرق، سردتُ حياتي أمام الحاضرين بضحكة مهزوزة وشخصية صاخبة: حبيبي، أنا، الصدفة، رسالة إلكترونية، الشِعر…ولم يفهم أحد.

المزيد من الثلج وينجرف ذهني لفضاءات رحبة وغائمة إلى أن سردتُ حياتي أمام الحاضرين مرة تلو الأخرى من منظور التكعيبية والسريالية، من منظور ابن حزم ونزار وجبران وامرأة العزيز ولم يفهم أحد.

لن أنتحر يا حبيبي..لا أحب الشعراء المنتحرين عدا خليل حاوي. أحب بيروت والصدمة العاطفيّة والكولا، أحب أفلام خالد أبو النجا وشوربة الفطر وقصيدة النثر المصريّة وفرانكشتاين، أحب السفر والعزلة، الحياة والموت، أحب الفرح والكآبة، أحب الجديّة والسخرية وأضم صوتي لأحمد زكي”إن مقدرتش تضحك ما تدمعش”.

أبداً يا حبيبي..لن أنظر لأي شيء من زاوية المدى البعيد، غبيّة وأحب تلقائية الأخطاء. مازلتُ في الثلاثينات.. بين المعرفة الجهل، بين الارتباك والتجربة، بين أنا وأنا الأخرى، لديّ كثيرٌ من الدموع وكثيرٌ من الضحكات، ويمكنني أن أضيع قليلاً، أتخبط بين يوم وآخر، أشتم الحياة، أبكي من الخيبة والفرح، أبكي من الحُبّ والشِعر و الهلوسة والحنين.

“سئمتك أيها الشعر، أيها الجيفة الخالدة”.. هذا شكل رومانتيكي للحياة: حُبّ، فراق،  كآبة وشِعر. أهلاً أيتها السعادة، هذا شكل باخوسي للحياة: حُبّ، فراق، كآبة، سُكْر…ضحك وغناء.” أهواك وأتمنى لو أنساك” ترا رم  ترا رم…. ليلتها لم يغنِّ أحدٌ سواي، ولم يضحك أحدٌ سواي، “ولكنّه ضحِكٌ كالبُكا”.

أنا بخير ياحبيبي.. أتخيل (حمامة) زوسكيند فيلماً يمثله Jeremy Irons، أدرِّب أصابعي على مقام (الكُرد)، أنا بخير وصلتُ للسعادة، على عتبتها، أمام بوابتها الكبيرة، بقميصي الأحمر الموشى بالزهور وشعري الأسود المبعثر وضحكتي المهزوزة وذاكرتي الشعريّة، أسندتُ رأسي على الوسادة واختلطت ضحكتي بالبكاء ومرت عبارة “استرخي الندوب تصنع الشخصيّة” على شاشة التلفزيون في فيلم السهرة. هل كان ثمّة تلفزيون في الغرفة؟ أم أني تخيلتُ ذلك؟

هامش:

1-إن مقدرتش تضحك ما تدمعش- من أغنية أحمد زكي في فيلم هستريا-كلمات وجيه عزيز.

3-باخوس في الميثيولوجيا الإغريقية هو إله الخمر وملهم طقوس الابتهاج والنشوة

4-سئمتك أيها الشعر..أيها الجيفة الخالدة-جملة شعرية لمحمد الماغوط.

5-ولكنّه ضحِكٌ كالبُكا-المتنبي

 

التعليقات مغلقة.