فاطمة بن هنية _تونس
قد تأخذنا أرجلنا إلى أماكن لم نكن لنختار التواجد فيها، عندما ندخلها نشعر بأن جزءً كبيراً منا يمتزج داخلها رغم تناقضها مع ما نحن عليه. لطالما أردتُ المغادرة أنا لم أنتمِ إليهم، لم أحب ذلك العبث والفوضى لم أتمكن من فهم الغاية من تواجدي هناك ولكن وفي كل ذلك حدثت أنت أكثر شيء ثابت قد مرّ بي.. كنت أتساءل ماذا لو إنّ السماء لم تمطر ليلتها؟ ماذا لو لم تدعوني إلى الوقوف بجانبك حتى لا أبتلّ؟ ماذا لو لم أقف؟.. هل كنت لأقررَ البقاء؟ هل كنتُ لأعود إلى ذلك المكان حيث كانت بدايتي ونهايتي معك..؟ لم أندمْ قط على تواجدي هناك لأنه كان سبب في أن التقيك، لم أكن لأتوقع يوما بأنني سأغرم بأحد من تلك الأزقّة مع إنك لم تكن تنتمي إليها أيضاً فقد قادكَ إلى هناك ما قادني. البحث عن الحقيقة عن نفسك التي لم تتعرفْ عليها بعد… كنتُ قد عرفتُ الحقيقة التي تبحث أنتَ عنها قبل أن ألتقيكَ لم أستطع اخبارك بها يوماً، كنت أعتقد إنّ الأمر غير مهم ولن يشكل فرقاً بالنسبة لي ولكنه بالنسبة لك كان كل شيء هو الحقيقة المفقودة التي انعرجت حياتك على أثرها ولم تعد أبداً كما كانت.. قد لا أعلم حجم الألم والتيه والوِحدة التي كانت تخنقكَ لكني كنت أشعر بها وأشعر بك تتخبط بداخلها كلما نظرتُ عميقاً في عينيكَ، لم يكن الأمر سهلاً، لو كنتُ مكانكَ ما كنتُ لأنجو أبداً. لكن رغم ذلك كنت شجاعاً لمواصلة الابتسام في وجه العالم والتحدث مع الجميع عن الأمل والمعنى وكأنك لم تُكسَرْ من قبل! عناقكَ الذي يتدفقُ من كلّكَ كان سلاحاً تُخرج بهِ كلّ العدم والأحلام المهزومة وأناك الميّتة. لم يكُ مجرّد عناق، كان روحاً ترفرفُ لقد لمستها عبركَ كنتُ أشعرُ بها مع كلّ لقاء. لطالما أحببتها أكثر منك لقد كانتْ رغم كل شيء شاسعة ودافئة. لديها أجنحة قادرة على التحليق بك بعيداً عن كل هذا اللا شيء الذي تعيشه. والآن أنصتُ إليها وتبعتها حيث الحقيقة الحقيقية التي تنقصكَ.
التعليقات مغلقة.