تغطية خاصة
يُقدمّ ويُوقّع الباحث الجمالي عزالدين بوركة كتابه النقدي “الفن التشكيلي في المغرب: من البدء إلى الحساسية”، يوم الثلاثاء 24 دجنبر 2019، على الساعة السابعة مساءً، برواق شوفالي Chevalet، بالدار البيضاء. وهو مؤلف صادر عن مؤسسة الموجة الثقافية، بدعم من وزارة الثقافة المغربية. يُقدم الكتاب الفنان التشكيلي والباحث الجمالي بنيونس عميروش، بحضور الشاعر والباحث الأكاديمي محمد مقصيدي، ناشر الكتاب والذي يدلي بشهادته بخصوص التجربة، ويُسيير اللقاء الإعلامي والمترجم محمد جليد.

يتناول الكاتب في هذا المؤلف النقدي مجموعة من المواضيع الفنية التشكيلية والتجارب الفنية المغربية، وذلك عبر مناقشتها ووضعها إزاء أسئلة متعلقة بأسئلة الحداثة والتراث والهوية والمعاصر… إذ “يقترح علينا الباحث والناقد عزالدين بوركة في هذا المؤلف الجمالي مقاربة تحليلية متحركة للمنجز التشكيلي بالمغرب انطلاقا من إرهاصاته التاريخية الأولى وبعض تجاربه الحداثة وما بعد الحداثية. يظل همه المعرفي المركزي هو مساءلة بعض المفاهيم الإشكالية التي ارتهنت بها: الفن الخام، الحداثة والتراث، المدرسة والتأسيس، التشخيص والتجريد، الانعطاف الحروفي، الانعطاف الفوتوغرافي، الانعطاف السيريغرافي، الجسد وصوره، النحت، الحساسية الجديدة أو ما بعد الحداثة، الفن والسياسة وغيرها”… ويضيف الباحث الجمالي والناقد الفني عبد الله الشيخ في تقديمه للمنجز، “فهذا الكتاب أرضية عامة لتمثل القيم الجمالية والمرجعية لنماذج تشكيلية مسكونة بهاجس التحديث والتجربة وارتياد مغامرة الانزياحات الكبرى التي تقتضيها المنظومة الإبداعية في بعديها المحلي والكوني لعلها تقيم ثورة هائلة في سلم القيم والتمثلات”.
ومن جانبه ذكر الباحث الجمالي عزالدين بوركة في مدخل كتابه بأنه “يتعايش داخل الساحة التشكيلية المغربية ومنذ سنوات التسعينيات من القرن الماضي، ثلاثة براديغمات أساسية جنبا إلى جنب، شأن المغرب في هذا الشأن العالم بإسره، وذلك بدءا من البراديغم الكلاسيكي والحداثي وصولا إلى البراديغم المعاصر. هذا الأخير الذي نصطلح عليه وعلى المنتمين إليه بـ”الحساسية الجديدة”، إيمانا منا بكون الفنان المغربي المعاصر بات يتمتع بحساسية رهيفة تجاه كل ما هو جديد وكل موروثاته الماضية الجمالية”. وقد حاول عز الدين بوركة التطرق لمجموعة من التجارب التشكيلية وما يتعلق بها من مواضيع متعلقة بالتأسيس والبداية والحساسية الجديدة، وصراع التجريد والتشخيص… وغيرها من الأطروحات التي ارتبطت بالفن التشكيلي المغربي، الذي رأى الناقد بأنه ليس سليل القرن الماضي، بل يتعداه إلى عصور قديمة وذلك ما نلمسه في وشوم الجدات والنقوش على جدران الكهوف والزرابي وغيرها… وإن اعتبر أنه من الصعب طرح سؤال “البدء” ونقطة الانطلاق الفعلية للفن التشكيلي ببلاد المغرب، إلا أنه اعتبر الفنان محمد بنعلي الرباطي “الأب الروحي للفن التشكيلي المغربي”، هذا الفنان الذي يقول عنه الفنان الرائد محمد السرغيني “إذ وضعنا محمد بنعلي الرباطي في إطار الحركة التشكيلية بالمغرب، نجده هو الرائد الأول”، لهذا يقول الباحث عزالدين بوركة بأنه “يكون (بهذا) الفن المغربي قد بدأ “فطريا”: خاما”….
تعددت فصول الكتاب وتعددت التجارب التي تناولها وناقشها وحللها الناقد، مستعينا بأدوات التحليل الفلسفية والسوسيولوجية، ليضع الفن التشكيلي المغربي إزاء أسئلة غير سابقة التطرق إليها، أسئلة متعلقة بالراهن بعد ما تجاوز عمر أول لوحة مسندية مغربية 100 سنة ونيف مع بنعلي الرباطي.
ويعد هذا الكتاب أول كتاب يخوض في عزالدين بوركة مغامرة النقد التشكيلي ضمن مؤلف كامل، وذلك عبر البحث والحفر في أراضيه الخصبة والوعرة، إذ استطاع أن يلامس جوانب هامة في التاريخ والخريطة التشكيلية المغربية، عبر استحضار أسماء من الرواد وتجارب معاصرة، كما مناقشة مواضيع ذات صلة بالراهن والحداثة والمعاصرة في التشكيل المغربي. ويشار إلى أن صورة الغلاف “فْراكة /ترميم” وتصميمه للفنان التشكيلي المغربي المعاصر رشيد باخوز. وهي (أي الصورة) عمل فني يجسد عملية غسل الأحرف وتنظيفها، أحرف عربية ولاتينية وعبرية، وذلك لما تحمله هذه اللغات الثلاثة من تاريخ من التشابك والتداخل والصراع، أدى إلى بناء حضارات تتكامل وتتصارع فيما بينها.
التعليقات مغلقة.