خاص
يحتضن رواق Mine D’Art بالدار البيضاء، المعرض المشترك “مؤانسات” للفنانين التشكيليين عبد الله الحريري وسعيد الراجي، وذلك يوم الخميس 20 فبراير 2020، (الافتتاح على الساعة السابعة مساءً). هذا ويعرض كلا الفنانين آخر أعمالهم التي بقدر ما تبدو متباعدة فهي تتقارب من حيث التعاطي المقرباتي التجريدي مع العالم والإبداع، عبر رؤية ترنو إلى الكشف عن الخفي والغابر واللامرئي.
يقول الباحث الجمالي عزالدين بوركة في نص الكطالوغ المرافق، “بين الصداقة والفن نبع مشروع هذا المعرض إلى الوجود، حيث تُوحِّدُ بين أعماله المعروضة تلك الإيماءة والحركية التي نستشعرها تتقافز وتنط من عمل إلى آخر، إذ يُقدم لنا عبد الله الحريري تجربة حركية تجعل من الحرف لديه يتخذ بعدا وحضورا مختلفا عن المألوف لديه، إذ يمده في انسياب وعفوية، يُجرده أكثر مما هو مجردٌ. منتصرا إلى التلوين أكثر من رسم الحرف، وهو (أي فعل التّلوين) ما يمتد في أعمال سعيد الراجي في اشتغال طفولي، كأني بروح الفنان تخرج من جسده لتدخل في جسد الطفل الذي كان، طفل يختزن في ذاكرته ألواناً شكّلت بيئة طفولته، وكانت حلمه الذي سعى إلى تجسيده”. ويضيف قائلا، “من عفوية وحركية التلوين ومن ذاكرة الطفل تنسجم روحا الفنانين، عبر إدراك حسي ولغة مشتركة تجعل الواحد منهما يفهم الآخر ولو كان الموضوع بالغ التجريد. يكفي أن يومئ أحدهما حتى يفهم الثاني المقصود من الإشارة الخفية؛ وكم هي أعمالهما عامرة بهذه الإشارات. ويوضح جيل دولوز الأمر بقوله، “قد تكون هذه الإيماءة ممثلة في عبارة، تظهر قدرا من الرهافة، بحيث تقول على الفور “هذا الشخص، إنه يخصّني”، ليس بمعنى الملكية، بل إنه من نوعي”، وهذا ما تولدت عنه تلك الصداقة المتسامية. وإنه المؤانسة والسحر /الوحي اللذان نبعث منهما فكرة هذا المعرض”.
التعليقات مغلقة.