▪مقطع (1)
*
في صدري,
انقلب قطارٌ.
أنا مِرجلٌ.
أنا عجلةٌ هوائيّةٌ.
أوَتكفي حقنةٌ واحدةٌ
ِلتهدئةِ هذا القلبِ العجوز
حيث الأغنياتُ تحتاجُ
المزيد من الأوكسيجين؟
في صدري، خردةٌ
تريد استقلالها.
•••
▪مقطع (٢)
*
ليس لي وجهٌ:
خطٌّ بيانيٌّ، زرٌّ يضيء،
.zig zag
على الشاشة
الدمُ ليس دمي:
يأتيني من زجاجةٍ،
يدورُ دورةً كاملةً ثم يسلكُ قناةً،
تحت المدينةِ، وسط أشجار ِالغبيراء.
أتعلّمُ المجهولَ.
أنا رقمٌ.
أنا الإسفنجةُ.
•••
▪مقطع (٣)
*
الكونُ سريرٌ
يمتلكُ سهلاً، شاطئاً،
ونهراً يئنّ بنعومة.
أزورُ ساكنيه:
فوطة لليدين، وعاء للتبوُّل،
ومحقنة طبية أتحدّثُ معَها
فالحياةُ فوضى، الحياةُ حصاةُ دمٍ متخثّرٍ.
أعثرُ فيه أحياناً، تحت غطاءٍ،
على قصيدةٍ تموتُ برداً
تتطلّبُ عنايةً وعلاجاً.
يصبحُ السريرُ كوني.
•••
▪مقطع (٤)
*
عليّ أن أتعلّم الضيق.
الجدرانُ الأربعة صُفرٌ
مثلَ حمّى بعيدة عندما كان لي فضاء.
الزجاجُ يُشرفُ
نهاراً على العدم، وليلاً على الخوف.
أطردُ سترتي، حذائي،
وأختزلُ إلى اثنتي عشر كلمةٍ هذا المعجم القديم.
الخزانةُ تروي لي طفولتها.
أطلبُ من السقفِ أن يقتربَ قليلاً.
لستُ بحاجةٍ لأكثر من ذراعٍ
ونصف ركبةٍ.
القرنُ يدومُ ساعةً واحدة.
أحذفُ خميساً وأحداً وأربعاء.
أدّخرُ للشيخوخة.
•••
▪مقطع (٥)
*
دمُ من هذا الذي يجري في شراييني,
اشرحوا لي من فضلكم؟
ألا تجرؤون على الإجابة؟
تحاليلُ المخبرِ
ليست أكيدةً.
لا يعودُ لهذا الرجل.
ولا للغزلان النقية,
ولا للنجوم التي قُطفَتْ لي قبيل الفجر.
تُفضي لي ممرضةٌ:
” إنّه دمُ البحرِ:
كثير من الزبد، سمكة قرش،
جزيرةٌ وسكْرٌ كثير.”
•••
▪مقطع (٦)
*
بعد بضعة أيام، آنَ تصبحُ النهاية قريبةً،
ستقولُ زوجتي:
” لا تمُت، أرجوك.”
محترفُ كلمات،
سوف لن أجدَ واحدةً
تترجمُ يأسي وحناني معاً.
سأكتفي بإشارة:
جفنٌ أو يدٌ أو غمزةٌ خفيفةٌ
أو ابتسامةٌ لن يفهمها
سوى الطفل المشوه
في الممرِّ، قربَ أزهار ِ الورق ِ المضغوط.
•••
▪مقطع (٧)
*
لقد أحصيتُ كلَّ طيورِ الحائط:
ثمانمائة وخمسة وعشرون بطريقاً.
البابُ مسدودٌ
مثلَ رئتيَّ.
مع كلِّ صرخةٍ يتشقّقُ السقفُ.
مع كلِّ بكاءٍ يفقدُ الموقدُ قرميدةً.
فلا الأرض الخشبية ولا زوج الكراسي
سيغفرون أبسطَ كلمة.
الزجاجُ يُقدّمُ لي مطراً بلا لونٍ،
وخراف نافقة.
دعوتُ شجرةً
لكنّها لم تأتِ.
•••
▪مقطع (٨)
*
نظرتُ إلى اللازورد،
قالوا:
” دعْه وحسبه لا تزعجه ”
ناديتُ الغيمةَ العابرةَ.
لكنهم قالوا:
” ألا تعتقدُ أن ليس لديها وقتٌ تضيّعُه.”
داعبتُ قارىءَ الأسطوانات،
انتزعوه منّي:
” موزار لم يعُدْ لكَ.”
همستُ ثلاثَ كلماتٍ
لسريري المحبّبِ، وبّخوني:
“إنه مُلكُ مريضٍ آخر.”
تشبّثتُ بجسمي،
لكن قالوا:
” لا تلمسْهُ، لدينا زبائن جيدون له.”
أردتُ قراءةَ قصيدتي:
قاطعوني:
” إنها مصادرةٌ لكبار الحالمين.”
•••
(*) باريس، ١٠ تشرين أول ٢٠١٣
التعليقات مغلقة.