قصيدة “الباحثون عن القمل“
آرثر رامبو – 1854-1891
(ترجمتي عن الإنجليزية)
عندما يكون رأسُ الصبيّ مليئاً بالعذاب النيِّء،
يتوق إلى الأحلام الضبابيَّة ليعُجَّ بالأبيض
مُمرضتان فاتنتان أكبر منه سنّاً، تأتيان إلى سريره
بأصابع نحيلة وأظافر فضيَّة.
تتركانه مُلقىً على نافذةٍ بابيَّة،
تُطِلُّ على كتلةِ أزهار تستدفىءُ في الهواءِ الأزرق،
وتجعلانه ينعمُ بسحر أصابعهما المخيفة
وهي تُمَسِّدُ شعرَه النديَّ الرطب.
يُصغي لغناءِ أَنفاسِهما الخَجلى،
وهو يشمُّ شهدَ الوردةِ المتضوِّع،
متقطعاً، بين الحين والآخر، بهسهسة: امتصاص اللعاب
من على شفتيه أو من شوقه لقبلةٍ منهما.
يسمعُ رموشَهما الداكنةَ في صمتِ
الرائحةِ العذبةِ، من خلالِ وَهْنِهِ الرماديّ،
خشخشةَ القملِ الصغير يموتُ، تحتَ
الأظافرِ المُستَبِدَّةِ لأصابعهما الناعمة المُكهرَبَة.
عندما يتدفق نبيذ “توربور” ويعلو إلى رأسه
– قريباً من النشوة، تنهداتُ الـ “هارمونيكا”-
وفي عناقهم البطيء يشعرُ
بالإنحسار اللانهائي وبرغبةٍ جامحةٍ للبكاء.
التعليقات مغلقة.