تامر الهلالي
أحتاج حروفاً جديدة
لا أريد أن أنقش على صدرك شيئاً
له صلة بلغتي القديمة
لا أريد أن ألوث
تلك المساحة من البهاء النوراني الذي لم يلوث.
بأنياب المدن
ولا كذب المنافقين
ولادجل كهنة الولاة
ولم تمسسه لعنات بارود القبائل
لا أريد أن أشرد بالحزن الطاعن في صوتي
هاتين الغيمتين الذين خلقا للتو
من رحم حب نادر
بين القوة و النعومة
الفروسية والرقة
والكلام العادي والموسيقى العبقرية
حين يخلق لسانك الكلمات
فتخرج من فمك
كأنها ولدت للتو
لا مفر من أن أخلق نفسي من جديد
لأخلق لغة جديدة
لم يمسسها موتي العديد من المرات كل ليلة
ولا الكذب المر للتاريخ على واقعي
ولا انتهاك براءة قلبي ووأد طفولته
ثم تصنيف الأمر على أنهومن طبائع الحياة الشهيرة
لن أدخل إلى هذا النهار
فئران خوفي
ولا ضجيج عقلي
ولا ذلك البرد الشديد
الذي ينتابني بسبب هزائمي المتكررة
على يد الليالي التي لم تعرف لغة الأحلام
لن أدخل أيضاً لهيب حيرتي
ولا صباراً يخرج من نهر خذلاني
على اراضي الأخلام
أستطيع فقط ان أسمح للشوق
للهفة
للحنان
للشبق
للشغف
وللشعر
بالدخول
معطف يكتب الشعر
معطفك الذي تركتيه في غرفتي سهواً
قبل أن ترحلي
حين أعلقه على الحبال في الشرفة
يقضي الوقت في القراءة
لا يقرأ قصائدي فليس فيها جديد
يحب التقاط النصوص العالقة
تلك التي لا يقرأها أحد
النصوص التي تكتبها على الطرقات
العيون التي تنتظر احباباً غابوا
تفضّل النصوص التي تكتبها الحلوى الغالية للأطفال الفقراء
تطالع قصائد الثوار المحفورة في الهواء الملامس لقضبان الزنازين من الخارج
أدعية الياسمينات الصغيرات للرب ألا تقتلها عوادم المصانع أو تدهسها الجرافات
بكاء موسيقى كانت مشتاقة لكلمات أغنية عن لقاء دافئ
فذهبت الكلمات لوصف الأحزان اليومية
حين أعود من العمل
أدخل المعطف إلى الكرسي المشتاق إلى عطرك
خلف طاولة الانتظار
أشرب أنخابي اليومية
على شرف حيَّات النوستالجيا اللاذعة
وحطب يشتعل بلهيب اللهفة في غيابك
وحين أستيقظ
لا أنتبه للقصائد التي كتبها معطفك
تحت جدران الغرفة.
نوارسك المغدورة
عيناك جنون طيب
لذا لابد للأغنية أن تستبعد قسوة النايات
وتستعيد القيثارات الوديعة
روحك طالما جلدها البحر
بينما كانت تبني للنوارس بيتاً
علي الآن أن أهدئ من روع البحر
وأربت على غضب العواصف
كي تبتسمي للنسيم
برقتك التي شردها إسفلت القسوة
وزهورك التي ضيع الصبر ألوانها
سأزرع فيها شعرا بالوان وطن حنون
وأزيل أصباغ الوحدة والاغتراب من ضلوعها
برقصنا على إيقاعات تناغم أنفاسنا
في كل قبلة
في كل همسة
في كل دفء
أنا تاريخك خالياً من ازمنة الملح
وموانيء الاغتراب
والمعارك العبثية المنهكة
أنا بياضك
حين يكون البياض شهياً
أنا فرد الحمام العاشق
الذي عاد إليك
بعد ان دوخته الرياح
أنا ابتسامة أفقك الصافي
بعد أن ذهبت عواصف عمرك
وأقسمت لبحرك و لشجرك و للنوارس المغدورة
ألا تعود.
التعليقات مغلقة.