عادل سعد يوسف – السودان
(1)
فِي رِيُو كُوَانْغُو
قُبَيْلَ الثَّامِنَةِ صَبَاحَاً
كُنْتِ تَضَعِينَ رَأسَكِ عَلَى كَتِفِي
وتُكَحِلِينَ أصَابِعِي بِثِمَارِكِ الْعَمِيقَةِ
كُنْتِ أكْثَرَ بَهَاءً
كَالحَنَانِ الَّذِي يَشِعُّ مِنْ صُورَةِ الْعَذْرَاءِ
عَلَى قِلادَتِكِ
فِي رِيُو كُوَانْغُو
أنَا وَأنْتِ
نَبْتَلُّ بِالْمَنَادِيلِ الْمُبَارَكَةِ
وَنُزْهِرُ مِنْ رَعْشَةِ الْحُبِّ
مِنْ الأسْرَارِ الْمَنْسِيَّةِ فِي سُرَّةِ الْمَاءِ
مِثْلَ تَعْوِيذَةٍ تُفَكِّرُ فِي أسْلافِهَا
ثُمَّ تُومِئُ لِلْفَرَادِيسِ بِالْخُلُودِ
فِي الثَّامِنَةِ صَبَاحَاً
أقْرَأُ عَيْنَيْكِ الاسْتِوَائِيَتَيْنِ
وَأبْكِي مَأخُوذَاً بِالْوُشُومِ الاسْتِعَارِيَّةِ
بِشَلالاتِ Tazua
وَهِي تَهْمِي
كَأعْسَالِكِ النَّوْرَانِيَّةِ
فِي دَمِي.
(2)
قُلْتُ لَكِ:
عَلَيْنَا أنْ نَمْشِيَ حَافِيَيْنِ
كَطَائِرَيْنِ مِنَ السَّنَوَاتِ الْبَعِيدَةِ
أنْ نَمْشِي مِثْلَ رَجْفَةٍ تُحْدِثُهَا قُبْلَةٌ خَاطِفَةٌ
عَلَى خِصْرِكِ
وَأنْ أُبَاغِتَ الْوَقَتَ بِالْحَيَاةِ
قُلْتُ لَكِ:
هُنَا
كَأنَّنَا نَمْشِي
عَلَى سُلَّمُ الأُوْرَاتُورِيو (Oratorio)
بِأقْدَاسِهِ الْبُرْتُقَالِيَّةِ
عَلَى كُورَسِ الشَّجَنِ الْعَاطِفِيِّ
لِمَلائِكَةِ الرِّيَاحِ
لأَعْمَاقِ Valley of the Moon
هُنَا
فِي الْمَسَالِكِ الْمُضِيئَةِ تَحْتَ الْمَقامِ الْجَبَلِيِّ
فِي الأعْمَاقِ الَّتِي تُشْبِهُ سُرَّتِكِ
أفْجَؤُكِ
بِأطْلَسِ الْخُصُوبَةِ
وَأُعَانِقُكْ.
التعليقات مغلقة.