في ذكرى أجسادٍ رحلت – علي فائز

علي فائز

(يُنشر هذا النص ضمن مشروع “مدن و أماكن” بالتعاون مع موقع “قمح” الثقافي)

لم يكن عبثًا أن يضع الله القلب
داخل قفصٍ من عظام
أنه يدرك تمامًا
كيف يتحول إلى طائرٍ عتيد
يقطع آلاف الأميال دون وجهةٍ
لو استعرت به نيرانُ الصبابة.
***
يا لَـثقل قلبي، أخالهُ مقبرة كبيرة
لمْ تعد تتسع للمزيد من الموتى
الموتى الذين تطاردني أشباحهم
كلما رنّ ناقوس الذكريات في رأسي.
***
كسجين يضرب قضبان السجن برأسه
يضرب القلب قفصه ليتخلص من كلّ هذا الخِواء
المحيط به طلبًا لكلمة حُب.
***
وسادتي محشوة بأحلام كثيرة
أعد ما تبقى منها في قائمة الإجهاض
كطريقة لاصطياد النوم لا أكثر.
***
ذلك البلبل الذي يغرّد في قفصه كلما رأى المارة
كما لو أنه يقول لهم،
نحن أبناء قفص واحد لولا إختلاف الأحجام .
***
مسكين هو قيس
يبحث عن معنى الوجود في تخوم الصحراء
كلما رأى آثار أقدام يظنها معنى!.
***
حسابات الموتى على الفيسبوك تثير الذعر
نراها تنشط بين الحين والآخر
نرسل تحيانا كأنها سورة الفاتحة!
***
يضيقُ هذا الكون، أكثرَ وأكثر،
حتّى يُصبح أضيق من بيت نملة
حينما لا نجد قلباً يحتوينا.
***
رحلوا تَرَكُوا باب القلب مشرعاً ورحلوا
أولئك الذين لم يقولوا كلمة وداعٍ أخيرة.
***
نبدو على هيئة صخور صماء
حينما يغيب من حولنا من نحب.

التعليقات مغلقة.