فراغ – حامد محضاوي

يا تراب الطريق
كم كان القادمون أبرياء
لوثت أحلام الخطوات
زرعت في تبعات المسافة
حقول الطفيليات
ترى حينا وتخاتل أخرى
كأن الرقعة أضحت متحركة
وصار الثبات في الإشارات خطرا
مرت احجيات المارة إلى السحاب
والأقدام في الوحل القديم.
كنت صنيعة الوقت وصرت حديث المكان
مشرع للعابرين كصدر عاهرة بلا محبين
لا يعلم من المحتاج ومن المحتال
من الرابح ومن الخاسر
أقسى المعارك والعلائق تلك التي بلا سلاح
كيف للمارة ان يخاتلوا ترابا، في لحظة يتجسد في صورة قامة عاصفة، وتيارات تتناسل بلا هويات!!
كان رحيما صفير البدء، دعوة للإستقطاب.
في تعدد المرايا المانحة لصورة العظمة
تفتتت صورة الجبهات الجامعة.
خنادق لهؤلاء، مآوى لأولئك، تصاريح وحدود
بطاقات إئتمانية لرصيد القتال المكرر.
بطاقات إرشادات وإمضاءات تحت الخطب الجوفاء.
اما بعد
ما كان في البدء تراب الطريق أضحى في النهايات غبارا مارا في فراغ الأفكار.

التعليقات مغلقة.