فتحي مهذب – المفاجآت التي تنبح باستمرار ممل.

** قد يباغتك مشهد لا يتكرر كثيرا..
-طيار ضرير يهاجم شجرة صديقة
تغرد بعذوبة أمام باب المستشفى.
موتى يبيعون أكفانهم بالتقسيط..
رجل نائم يقود دراجة أنيقة في الهواء ويعد نقوده بلكنة آسرة..
سيارة إسعاف متعجرفة
تهشم زجاج عينيك وتدخل إلى باحة رأسك لإسعاف ذكرياتك التي تنزف بغزارة ..
قد يهاجمك موسيقار بوصلة أندلسية فتبكي تحت عامود تلغراف متداع مثل حمامة مكسورة الخاطر..
قد يهاجمك فهد فر من قفص الهواجس ..
تهرب باتجاه البيت راكضا رأسك بين يديك ويداك تقفزان مثل نعامة مطوقة بحزام ناسف..
عيناك ترضعان حليب مسدس الثالث من يوليو..
ها هي إمرأتك ملقاة على الأرض دون حراك..
قط أسود يلعق دمها المدلوق على
الكنبة..
فجرت رأسها بطلقة بندقية جلبتها
ذات يوم من خيمة هندي أحمر..
كان صديق العائلة ويحب صيد إوز الذكريات الجميلة..
تسحب جثتها إلى مصطبة قديمة.
وتظل تعوي مثل ذئب الفلاة..
ينفرط عقد غزلانك..
وتظل وحدك في البراري..
تدنو مثل فقمة عمياء من نهايتك الوشيكة..
قد يخطفك قطار عدمي إلى جهة اللامعنى..
قد تسقط أعصابك دفعة واحدة في بئر النعاس .
قد يعيرك نسر بصره لتطير وتنظر جيدا في جواهر الأشياء..
قد تنقذك إمرأة من كوكب المشتري.

التعليقات مغلقة.