سهام داوود تكتب: تلك الفراشـة: هناك هناك وهنا هنا
تلك الفراشـة:
هناك هناك وهنا هنا
لا بدّ انك مدرك أنّـي هناك؛
بين دفّتي الكتاب – كتابي
بين دفّتي الكتاب – كتابـك
وبين لفافة التبغ – بين الورقة والتبغ وأصابع اليدين الممشوقة، الحانية المعتنية
وبين رشفات الشاي المخمّر؛
ثم بين رماد السيچارة التي احترقت للتـوّ، بعد لفّها بعناية شديدة
وبين الخطوات في الطريق الى قضاء مستلزمات الحياة: اقتناء قارورة لبن أو أوراق الشاي، لهذا الطقس القارس – افتراضًا ؛
بين الزفير والشهيق، والخطو البطيء والسريع ؛
وعلى كرسي المقهى المجاور، وعلى الطاولة المجاورة للكرسي،
وبين نقرات أصابعك المتوتّرة على الطاولة
وبين شفتي المحاوِر
عن شأن سياسي راهن أو ثقافي غير راهن؛
وأن وردتي هي الثانية بعد وردتك على ضريح الأحبّة – هناك هناك وهنا هنا.
انا أُدرك .. وانت لا بدّ انتبهت وأدركت
لكن الفراشة، تلك الفراشة بالذّات، لم تصلني بعد.
(سمسم)
واليوم؛ ١٣ شباط ٢٠٢٠، يصادف تمامًا، الـ ٣٢٧، بعد العام الأول، على ما كان يبدو لي، كان، «بداية التاريخ»
التعليقات مغلقة.