كتبَ لها:
حبيبتي
معشوقتي
روحي
كتبَ كلَّ الكلماتِ التي تُغلفُ الحبَّ بالسوليفان
ظلّا ساعتين ونصف الساعةِ؛ هو يكتبُ وهي تقرأُ
وكلما مدَّ حرفَ الحاءِ ذابتْ كقطعةِ شيكولاتةٍ في فمِ عاشقٍ
وتذكرتْ جملةً قالها حبيبُها السابقُ
الخبيرُ بالنساءِ وبالمعني الحرفي لكلمةِ حبٍّ عند الرجالِ
حين يقولُ لكِ الرجلُ اُحبُّكِ فهو يطلبُ حميميةَ الجسدين
أو قبلةً يشتاقُ لقطفِها من ثغركِ
لا تصدقي حروفَ الحبِّ المكتوبةِ أو المنطوقةِ من رجلٍ بعيد
هي محاولاتٌ لتماهي الباردِ مع الساخنِ
خلطةُ الفلفلِ الحريفِ مع الطماطمِ الحمراء
جائعان يلتقيان على حافةِ الهاويةِ لخلعِ الأشواكِ من عيونِ الشبق
لذةٌ حارقةٌ تلسعُ اللحمَ الباردَ فجأةً على شوايةِ اللقاءِ السريع
وجبةُ دليفري متميعةٌ لاتغني من جوعٍ
تُشعركَ بالشبعِ لسويعاتٍ قليلةٍ ثم تُزمجرُ حواسُّكَ لالتقاطِ ساندوتش اللقاء
حتى تُدمنَ المرأةُ تلميعَ أذنيها بحروفِ العشقِ الزائفِ
هي تجهيزٌ لطاولةِ مشهياتِ الكلماتِ وبعضِ الشطةِ المفروكةِ بين الشفاهِ المحرومةِ
ليزدادَ الجمرُ أشتعالًا
كلُّ هذه الاستعداداتُ المسبقةُ لتجهيزِ حفلةِ شواءِ عرسٍ رخيصِ التكلفةِ
ثم ماذا؟
تذوبُ الكلماتُ والآهاتُ كقطعتي سكرٍ وملحٍ التقيا في الأفواه
وعلى جدارِ الرغبةِ المجنونةِ تسيلُ اللهفةُ كالمطرِ
حتى تصلَ الغليانَ ويفورُ الجسدان بحروفٍ ملتهبةٍ
وتبردُ حتى درجةِ حرارةِ 36 المئويةِ
ثم
يستفيقُ العقلُ من غيابٍ وقتي
ويطالبُ بثمنِ الهروبِ من حصانتِهِ، في سؤالٍ واحدٍ
وماذا بعد !؟
أريدُ عشاءً فاخرًا لي على طاولةِ الشهوةِ،
نصرخُ
لايمكنُ أن تجتمعا
لاعشاء للوعي مع اللاوعي
الوعيُ يصيبُ اللحمَ بدرجةِ التفريز
واللاوعي ينفخُ في الجسدِ الميتِ نفخةَ الروحِ ويفرمُ الحواس
الوعيُ يهتمُ بالتفاصيلِ
واللاوعي يعشقُ الحلمَ الأزرقَ
وهي مشدودةٌ بين المعزورٌ والممنوعِ
تحتسي بعضَ رشفاتِ الشهوةِ خلسةَ العيونِ من خلفِ ظهرِ الجلادِ
وحين يتنبهُ العقلُ تحاولُ الفرارَ من الأسئلة.
التعليقات مغلقة.