(دورة الإصبع الوحيد) – مؤمن سمير

1

بالإصبع اليتيمِ ذاتِهِ

أشيرُ على الزحامِ

وأغسلُ المدرجاتِ

بخوفِ اللص

الأخير..

2

أمسحُ بالزيتِ

النظرات

وأُشَذِّبُ لهفتكِ

الراقصةِ

في قميصي..

3

ابنتي التي خطفها الغولُ

في حكاية الأمسِ

أَذكرها بإصبعي المرتعشِ

وأبتهلُ

عَلَّ الحفرةَ تغوصُ ..

4

بالإصبعِ العجوز

أراني في صندوقٍ صغيرٍ

يطفو على وجه البحيرةِ

ويرسمُ أشجاراً ظَهْرُها مائلٌ

ويغرسُ قمراً يُغيِرُ على الرحَّالةِ

بذئابِهِ،

و حكاياتِه السود..

5

أُغلقُ عينيَّ الجاحظتيْنِ

بإصبعي،

وأنحتُ شبحَ ابتسامة…

6

كان الذهبُ في قلبِ الرمل.

لما كنتُ صغيراً، نَكَشَ ظِلِّي طويلاً

ولم يلمح حتى سحابةً أو وردةً تحوطانهِ..

لكني شددتُهُ اليومَ بعيني

الجارحةِ

لأدفعَ للدنيا كلها

لقاء ابتسامتكِ التي وقعت في قلبِ

المدينةِ

وجعلتني

أَشِفُّ..

7

من مثلثٍ ضيقٍ

أبصُّ عليكِ

وأمسكني وأنا ألهثُ

ويحِلُّ الصيفُ وراءَ الصيفِ

ويهزُّ اللهُ رأسَهُ ..

8

كلما تصحو المرآةُ

يطقطقُ الشَبَحُ عظامَهُ ..

العظام المنسية في الحروبِ ..

ثم يلوحُ له الطوفانُ

فيعلو..

9

على العجين المرتعشِ

تنطبعُ الكفُّ

وتنبُتُ أصابعُ صغيرةٌ

تفوتُ على الحَوْضِ

بالقسوةِ ..

10

وأنا أتلو الأورادَ

أنكشُ و أنكش

كي تداعبني الروائحُ

كلما أُعاتبُ الغرقى

وأسلُخُ

ضحكاتهم..

11

أعضاؤكِ …. أُعاتبُ أعضاءَكِ

وأدورُ خلف ظلِّكِ

و عظامكِ

الهاربةِ..

12

قدمي فوق الدولابِ

و يدي،

تشُدُّ الطائرَ من حزنِهِ..

13

مازالت تلهثُ ،

ضلوعي داخلَ البركانِ

فارحميني،

و انزعيني

مِنَّا ..

14

النورُ يمرقُ عَبْري

ويرشقُ الطبولَ

في اللحمِ..

15

ثعابينُ كثيرةٌ

و شهقةٌ واحدة..

16

إذا صرَخْتُ اخرجي

مني ،

فاخرجي

لأشوف..

17

أشربُ السُمَّ

في سُرَّتِكِ..،

وأصفو..

18

خاتمٌ على الذراعِ

المقطوفةِ

ووَشْمٌ على فخذٍ

يطيرُ ..

19

أعدو في الصورةِ

و ورائي

سُرَّةٌ كافرة ..

20

ملامحُ في الحقيبةِ الكبيرةِ

أملأُ بها الشوارعَ

وأختفي في ظِلِّي ..

21

الغوصُ فينا

و اقتناصُ أبي من بين عينيكِ

: بطاقةُ العام الجديد..

22

أُفرِغُ جيوبي منكِ..

أغطي لساني بالشمعِ

وأعدو عارياً..

23

جريدةُ الصباحِ..

سريرُكِ زورقٌ..

وكذا الحفرةُ تتنفسُ ..

24

وأنا عارٍ مني،

لا أشبهُكِ..

25

كانت رعشتي جنب إصبعٍ غائرٍ

ورعشتكِ تشُدُّ الستائرَ

والصمتُ سكَّةُ القتلِ ..

26

كلُ صباحٍ أدفعكِ ناحية الحفرةِ

كلُ صباحٍ تروغينَ

منكِ ..

27

الكوبُ يُخَبِّي حيواناتٍ وقبلاتٍ وسَفَر

والأصواتُ ترفعُ ضوءَها

حتى الثُمالة ..

28

لأنكِ أحرقتهِ آخرَ طوفانكِ ،

كان المنديلُ

ينحتُ في عَظْمي ..

29

شهقةٌ

وصورتي لا تطفو ..

30

شُبَّاكٌ لا يعطي أملاً

في الذبحِ،

شُبَّاكٌ قتيل ..

31

كلبُ يعدو خلفَ ظِلِّكِ

وأنا ملولاً أراقبُ..،

بلا رائحةٍ

ولا مذاقِ قتل ..

32

بلا صوتٍ

يتعاتبَ القِطَّانِ..

وأنا في النافذةِ

: أغسل بكِ

المطر..

33

تغزوني قبل الفجرِ

فأُصَلِّي عليَّ

وأُدفنُ حَيَّا…

34

من كفي الباقيةِ

أشوفكِ يقيناً..

تلصقينَ العامَ كلهُ

وتقولينَ للمارةِ

إنها قُبْلة ..

35

أين كانَ بَظْرُكِ الشاردِ

في نظرتي

الأخيرةِ ؟

36

أين

كنا ؟

التعليقات مغلقة.