عبد القادر موسى
**
أغنيات على العتبة
ثانية،
أسكنُ بانتظاركِ عموداً
تتجند كل أسلاكه في الازدحام
لإلتقاطتك
أعصف الهواء بألف نبرة،
لا صدى
كل الأصوات تنتهي في الرخام
هذه فضاءات انتظاركِ
المارة لا ينظرون إلا إليّ
أنا الهامشيّ إلا في ساعاتكِ
أنتِ
كل الأشكال أنتِ
ولا شكل يحتويك إلاي
كل الجهات أنتِ
لا جهة لخطاكِ العنيدة
ولا تائه فيكِ
سواي
ها أنا التائه
أتلعثم بقامة من المشاكسات
والجهة تكاد الشمال
الشمال
الذي ينتف كل ريش
ولا يهب زغباً لطفولة مصابة بالعراكات
تعيدني إليّ
الطفولة
كما يعاد الغريب إلى غربته
ها…
أكوّم انكساراتي في آخر المدينة
أرقد جبلاً على كنوزي
ثم أجرجرها خلف خطوات تثقب الحدود
مخلفاً للوادي حذائي الذي ابتلعه الطين
أصعد علو جبل لايعي علوي
بقدمين حافيتين إلا من فولاذها
واثنتي عشرة شجرةً ثقيلة
ثقيلاً أصعد
كل شجرة تخشخش أوراقها
كل شجرة تأخذ خضرتها لأسور القمة بي
أدحرج أشجاري
غابة
وأستقر عميقاً
كصخرة
ها أنا القمة
أحرس سهولي مموَّهاً بالأشواك الطرية
والضباب الأعمى
بأغصان مشدودة كقبضة
أرشق أبواب مدينة غريبة بأغان غريبة
لا شيء ينصت إلى إلاي
لا شيء يدفن السر إلا قلباً وسط اللهاث
هي ذي المدينة الغريبة
هو ذا أنا
بقدمين اعتادتا التواءات الجبل
أعوّل الأرصفة
أدوّر أشجاري حولي
أدور حولها
ويدور القلب
حكاية إنكسار غصن اكتشف متأخراً شجرة
أنا الغصن الفاتح
لا فتح لي
أفتح الأبواب على حكايات
وإنكسارات
لا أفتح الأبواب إلا على الأبواب
الحكاية:
جوقة
الأغنيات رصاص
جوقة
الدريئة أنا
المصفق أنا
أنا الحاجز
أعود إلى حاجزٍ يفتشني
يفتشني عني
أنا الغريب
والمتهم بغرابة الغريب
أقراطك
I
سماءٌ أذنك
تُهطَل أقراطك
نيازك زبدية،
فيّ
أنا البحر …
II
حديقة على شمالي
أنت،
أقراطك فراشات
نحوي،
حين القبلة في أذنك
تسقط …
III
تعبر الهمسة غيوم شعرك،
أقراطك
تبرق
صرخة أقرب
اليّ،
أنا الأزرق
***
الوحم سورة
هذه الليلة
أُنزِلني سورة عتمة
على الله
وهي تُشعِلُ يديّها لتراك، آيات منسية:
كأنين
فجراً،
و أنت تجرجرين اصفرار قوافل الأفق
خلف الموت
أرمي بظلال شمس شعرك
جدائل مطفأة،
في إحتراق يديّ المرتبكتين
أرمي خرائب صراخك
على أناقة صمت الموتى، في عينيّ
عيناي تغيبان …
الآن
أذبح في الأفق،
أبيضاً
كفرس
هادئاً
كقبلة
في إخضرار الوحم،
الوحم
ألم السماء
**
فوضى
1
لن آخذك معي، اليوم، إلى العمل
سأترككِ نائمة في الهاتف الخلوي
2
يسقط صوتك، رعشة في فمي
3
سأهديك يديّ، علناً…
و القصائد التي ستكتبها يدي،
دائماً لك.
4
الحب إرهاب بامتياز
تتفجر قبلاتك في فمي.
5
أجرُّ العالم خلفي، كالحنين…
6
و تبتعدين، أراك كيديّ..
7
تصرخ الرعشة على الجدار،
كصدى ندبة الأبد في لوحة
8
كم تحبينني؟
– كرعشة…
9
يغار الشرشف من فستانك المفروش على الأرض
10
أخطئ في قبلة
تفضحك طول الحب
11
كأنك الثلج
كأنني رجل البياض
تذوبين
حين
لا جبل
12
صوتك كمان
شعرك قافلة الغجر
13
يدك التي تتلبك في الفنجان
يدك التي تسكب القهوة على روحي
يدك التي تترك الفراغ
يدك المشغولة بي
يدك التي
يدي…
عبد القادر موسى : شاعر، مترجم وخبير في مجال اللجوء و الهجرة. درس اللغة الفرنسية وآدابها في جامعة حلب السورية والإرشاد الإجتماعي التربوي في المعهد العالي أليس سالومون في برلين الألمانية. حصل على منحة عمل للآداب من إدارة ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ للشؤون اﻠﺜﻘﺎﻓية ﻭ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ في برلين لعام ٢٠١٨، ترجم شعره إلى الانكليزية، الألمانية، الفرنسية، الاسبانية والبولونية ونشر في المجلات والأنطولوجيات الأدبية في دول مختلفة . شارك في العديد من ورشات العمل في مجال الشعر والترجمة في مهرجانات الشعر العالمي
من أعماله:
ـ أجنحتك علمتني الطيران – الطبعة الأولى- منشورات سما كرد ـ دبي ٢٠٠٦ والطبعة الثانية ـ منشورات آر- إستنبول ٢٠١٣
ـ أنطولوجيا أصوات شعرية من روجافا ـ كردي ـ انكليزي ـ منشورات إنير شيلد ـ الولايات المتحدة الأمريكية.

(النصوص المنشورة: من ديوانه الصادر مؤخَّراً لدى دار “الدراويش”).
التعليقات مغلقة.