حكمة أن لا ترى” *حامد محضاوي

النّهار توثّب
سر قرب رأسك
إدعس عينيك صباحا
لتمشي بصيرتك حذوك
لا يعنيك ظلّك،
أتركه للوقت
تكرّر الشّمس صفعه
لا تكترث،
واصل غفوتك

النهّار ملمس عصفور
ذئاب ثاوية في الشدو
تصرّف النعامة يرتق بكارة التّراب
ينجب الخصيان ،
البدلات الرسميّة والعمائم
لا تعجب من صوت الطاؤوس،
رأى ساقيه
إن الكلّ يسعى للزركشة.

خاوية
خنادق المحاربين القدامي
الجراح تلملم اوراق الثورة
من خريف الساحة
ملصقات البيان على الجدران،
وجوه صدئة على معابر التجهّم
تتشقّق الحروف،
تكرّر مواويل بلا اجنحة

متسوّل هناك
يسحب رأسه من الرّصيف
ينام إلى جانب شجرة،
قرب المصرف المركزيّ للدولة
فتاة ليل تقطع الطّريق إلى نفسها
بعد ذهاب ليلة دونها
الشّرطيّ يمرّر الإطار العام،
ولا تعنيه الجنبات

قطّة تلاعب ذيلها قرب القمامة،
والفئران يسعون إلى مكاتبهم
يدوّرون عجلة الإقتصاد
يصّاعد حفيف افعى
مع إنهيار أرقام البورصة
عرق العمّال سيول
في المصانع
وإحتشاد ساعات بلا راية

تقف التماثيل الصمّاء،
ولا شيء دونها في الميدان
السيّارات تلعق الطّريق
تحتلّ بطن المسافة
الرّصيف يعوي،
ركل الخطوات
وإيّاب المارّة بلا محصّلة
في السّماء غربان

إفتح الآن،
حكمة أن لا ترى.

التعليقات مغلقة.