ماهر راعي
منزعج ولحيتي حقل شوك واضح
أنا بشع ومذنب.. كما أنني على يقين
بأن لوني بنفسجيٌّ قاتم
وفوق كل هذا أولاد الجيران لا يكفون عن البكاء المرير
لأمر تعجز المنظمات الدولية المتخصصة عن فهمه
يستمرون بالبكاء المرير مثل هاتف لا يرد عليه أحد
بينما المتصل لا يمل إعادة طلب الرقم
من أين تجّمع له كل هذا الأمل المقيت!!
لماذا لا يعلم بطريقة ما أنني منزعج ولحيتي بشعة
وأجلس وحيداً في شرفة بيتي.. أمامي تصطفُّ البنايات
مثل خزائن ممتلئة بالثياب العتيقة والعث
وبجيران فقدوا مهارة الضحك عن بكرة أبيها.
أراقب جرحاً طازجاً في قدمي
لا أملك المرونة كي يصل لساني إليه لألعقه بهدوء واهتمام.
تذكرت حينها مأساة كلب مرَّ معي في قصة أطفال
كان يفشل المحاولة تلو الأخرى في أن يلعق جرحا فادحا في أعلى رأسه.
أراقب الجرح
أراقب انفراجه، لونه الغامق، تخثَّر الدم على أطرافه
ثم أنتبه إلى الشعر الموزع حوله
أفكر أن أحصي شعر رجليّ كنوع من التسلية الغبية.
حين يصمت أولاد الجيران وكأنهم ماتوا فجأة
تستمر أغنية هابطة بالصعود إلى شرفتي كعنكبوت مجدّ.
ثم افكر أن الكلب الذي مرَّ معي هنا في النص
على أنه مرَّ معي في قصة أطفال قديمة
كان محض كذبة تليق بالشعر
كما انه من السهل تصديقها تماماً.
التعليقات مغلقة.