جثَّةُ الظهيرة – إياد الضناوي

إياد الضناوي

لقد عمَّ الظّلام العالم
أرسلْ لي غرابًا من الشّمس الّتي تشبه كعكة الشّاي لكي يُؤنس وحدتي
أرسلْ لي فراشةً من المرآة الغابرة الّتي ماتت وجنازتُها بعد غدٍ في مقبرة العظايا
ماذا يحدث بعد أن تتحلّل المرآةُ للمرآة؟
أمشي في طريق الغابة عند الغروب
وثعبانٌ ذو قرنين يلتفُّ حول جثّة الظّهيرة
حول جثّة العقل
لقد عمّ الظّلام العالم
ونبتت للأشرار أذنابٌ وقرونٌ
وتحت شجرة خرّوب الطّفولة مايزال الدّخان يتصاعد من النّار الّتي أوقدتُها من بقايا ورق اللّوز والسّنديان اليابس والعيدان المتساقطة على الأرض من بقايا الأشجار-منذ ثلاثين سنة،
طبختُ فيها الذّراريحْ
والطّقسُ ريحْ
والوقتُ يمضي مشرقًا
ولكنّه لا يعود، غارقًا في
بركة منزلِنا
قرب البئرِ
حيث الضّريحْ
الوقتُ موجودٌ في عقولِنا
لقد عمّ الظّلامُ العالم
والشّمس تسطع كشمس الماضي المتجمّدة في عقولِنا،
يتصاعد منها الدّخان الأخضر في صباحٍ كرتونيٍّ
ولم يَئِنْ لي أن أستريحْ
من مجابهة الواقع الّذي ينهارُ..في كلِّ دقيقةٍ
زائِحًا عن عينيّ شجرَ الشّوكِ
وملاعقَ القبحِ
متوغِّلًا في ممالكَ من لِبانٍ
يعبر فيها المسيحْ.

التعليقات مغلقة.