علا ص.ن حسامو
كلّما اشتقتُ إليك
أذرفُ الدّخانَ من ثقبٍ صغيرٍ
في دِماغي
أبحثُ عن أقصى نقطةِ عتمٍ
في الذّاكرةِ..
وهناك
أجلسُ متكوّرةً كبِذرةٍ عنبٍ يابسة
وأفعلُ ما تفعلُه البذور..
البذور اليابسةُ أضرحة
والأضرحةُ لا تفعلُ شيئاً
حتّى الانتظارْ.
الأضرحةُ وحيدةٌ جدّاً،
ومنبوذة..
– هي وحشٌ بأنيابَ كثيرةٍ وحادّة، يقول طفلٌ..
ويتشبّث بساقَي أمّه كجِروٍ يرتعش.
– حكايةٌ تثيرُ في الرّعب والشّهوة، تقول مراهقةٌ..
تندسُّ في قميصِ حبيبها،
ويفرّان بعيداً.
– هي صباحٌ مشؤوم، يقولُ رجلٌ..
ويمسح اسمها عن الرّوزنامة بطرفِ كمّه.
– نكتةٌ غبيّة، يقولُ عجوزانِ..
فيسقط أحدهما من الإعياء،
ويُغشى على الآخر من الضّحك.
كلّما اشتقتُ إليك
أذرفُ الوحدةَ من كلِّ مسامي
أبحثُ عن أقصى نقطةِ نورٍ
في الذّاكرة
وهناك
أقفُ على رؤوسِ أصابعِ قلبي
كبذرةِ عنبٍ يابسة
وأستجدي العصافير العابرةَ
أن تلتقطني.
١٣ آب 2018 ·
التعليقات مغلقة.