القبلة لا تموت – زاهر مروة

زاهر مروة

“القبلة لحظة العبور بصمت
بين رعشات الجمال وتجليات الغريزة”

أعطني قبلة
إني أرى الدنيا شفاه
تُردد إيقاعاً
باح به المدى
من فرط القُبَل

لا تَدَعي أثير الحب ينطفىء
أعطيني من براءة الفجر
شهوة أخرى
أُبصرُ بها سماءاً مرصعة بالقلوب
وأعطيني من وضح النهار ايماءةً لليل
ارفعها مسودةً جديدة للقبل

ما ألذها قبلة
على ثغر الكون
بطيئة الوخز سريعة النبض
كنهر جارف
تغني للكلام كي ينام
ويعبر دفؤها في حلمه

دعي عمر القبلة
يتأرجح بين أنفاسنا كالطفل
فإذا تعب
رسم بعفويته بعداً آخر لصيرورتنا
واذا استراح
صمم رقصة تانغو على سطح القمر

لتكن هذه القبلة ظلنا الأكثر تلقائية
الذي يتمشى في حمضنا النووي
ويلون حواسنا بأحمر الشفاه

تعالي نحرر القبلة من جدرانها الضيقة
من صدى الخطيئة الأولى ولعنة الترجمات
تعالي نسقيها بفن اللثم حتى تنمو صعوداً
ويأكل من توتها القادمون من بعدنا

“أكثر ما يحزنني في قصة زوالنا
أنها ستُنْهي هذه القبلة”
قالها لي عاشق يائس
أجبته ان القبلة لا تموت فهي سهلُ الأبد
وهي بهار لا يُقرّحْ الرُوحْ
وجواب لمعنى البحر خالٍ من الزَبدْ

التعليقات مغلقة.