الفكرة المتنطعة، شبيهي.. والموت -حسن حجازي

حسن حجازي

– برولوغ:
مثل كل الصباحات
هذا الصباح،
أحشو جمجمتي
بمقامات النسيان
خوفاً من أن
تفقدني الذاكرة!
1- فقد
ذاكرتي مشوشة
تضيق بي
فلا أطيقها،
هي بالكاد تتسع
لنصف الخيبات
ولربع الإنتكاسة
لكنها مرتع خصب
لكل الأوهام
التي تتسلل
من درج مكتبي
كلما مات ليل آخر!
2-موت
الموت الذي أعنيه
لايشبه على الإطلاق
كل الميتات التي حلت بي
وأنا بعد في حلكة التكوين،
الموت الذي أنا بصدد الحديث عنه
لايشبه شيئاً سوى.. سواي! !
3- الشبيه
شبيهي الذي يسيح
في السهوب المجدبة،
وعلى ضفاف الغرق،
شبيهي… أيها الشبيه
المصلوب على خيزران اللوعات،
قد أكون جديراً بك
إذا ماجدعت هذا الأنف الأفطس
وبترت كل هذه الأصابع السوريالية،
بكل اختصار
خذ مني كل هذا الجسد
المنذور لتحلله
حينئذ سأظل شديد الشبه بك
رغم فارق آلاف السنوات الضوئية
التي تفصل بيني وبينك!
4- مجرد فكرة
الفكرة المتنطعة على الدوام
الفكرة التي ترمي بنفسها
في حوض السباحة الفارغ،
الفكرة التي تتسلق
فانتازمات منتصف الليل،
الفكرة المارقة
كطوربيد متعطش لدوي الإنفجار،
الفكرة التي تمسك بيدي المرتعشتين
لتسلمني لجلاد بدين وأعور،
الفكرة التي كلما أقلعت
عن تدخين البانغو
عادت في اليوم الموالي
لنفث دخان عوادم الشاحنات
من خلال فتحة ما
تقع يسار رئتها الإصطناعية،
الفكرة اللعوب التي
تلتف كما أناكوندا الأمازون
على رقاب السكارى،
تلك الفكرة التي
كلما استثب لها الأمر
تصطفيني لأكون
صفيها الجالس على
عرش نبوءة كسيحة
تلك الفكرة..
هي في واقع الأمر
مجرد فكرة
لا أقل ولا أكثر!!

التعليقات مغلقة.