الشاعر- ديمة محمود

ديمة محمود – مصر  

الشاعر فلاحٌ بِساقٍ واحدة

ساقُه الأخرى قطعتها فأسٌ من جرادٍ يهذي

حامَ في حقله فَنفَق

الساق المبتورة تنمو وهو باقٍ على العهد

*

الشاعر شوكةٌ ناتئةٌ من غصن أجرد

قوّضه الصهدُ واحتباس المطر

بزغت الشوكة رغماً عن الغصن

في مجازفةٍ لِـرأب الصِدع بِقصيدة

*

الشاعر مخمورٌ أدْرد

نفدتُ زجاجاته ونقوده ويسكر بالدَّيْن

يتوضّأ لِيصلي بقصيدةٍ قبل النوم

وإن اشتبكتْ حروفها في فمه

*

الشاعر سرخسُ نما بِشراهة

في تراب محشوٍّ بالرماد وبلا فطريات

لغابةِ أبنوسَ التهمتْها الحرائق

يُبَرعم الموسيقى عنوةً عن الأدخنة والخراب

*

الشاعرُ ليس رجلَاً بِـبزّةٍ كاكيّةٍ أو بيضاءَ أو زرقاء

وليس معلّماً من الستينيات يكتب بالطباشير

ويمسك عصاً خشبية

وليس جزاراً يُدمي بِساطوره اللحم

*

مع ذلك ورغم أنف البومة

ثمّة شاعرٌ يصبح سحّاباً في حذاءٍ بعنقٍ طويل منCAT

أو رباطاً لِحذاء كلاسيكيٍّ منALDO

تنوءُ به أذْرعة الحياة

فَـتَـتـوارى الأصنام في الأكفان

وتهُبُّ الجنازة بـِقصيدةٍ واحدةٍ وألف شاعر

كي لا تـتَـفـتّـتَ السماء ويستطيل البرتقال

ويصابَ دوار الشمس بالعقم إلى الأبد!

 

التعليقات مغلقة.