أكتب كي لا أكون وحيدة – لطيفة زهرة المخلوفي

لطيفة زهرة المخلوفي

 

لماذا تكتبين؟

ولماذا لا أكتب؟

هل تعوضين عقدة نقصك بالقلم؟

إذن أنت موقن أن إمساك القلم كمال ..

لماذا تكتبين؟

من المفترض أن أجيب لأنه كذا وكذا. أليس كذلك؟

أريد جواباً..

الجواب يستلزم سؤالاً.

للمرة الأخيرة.. لماذا تكتبين؟

رفقاً بإلحاحك الطفولي سأشاغب تطفلك. حسناً تستطيع القول ان الكتابة هي تحرر لروحي من سجن كبير. ولأني بالقلم فقط أهزم ثقل الأصفاد أواصل الكتابة.. بها أعشق نفسي أكثر. أحس بالانتماء اللذيذ للأنا المسيجة وتاء التأنيث الساكنة. لأني بالقلم أجعل القريب بعيد والعكس. لأنه فقط بالقلم أرسم عالماً أختار شخصياته بحريَّة.. إنها جميلة محبَّة ومتصالحة.. شخصيات لا تحذف مشهد حب من فيلم قبل المشاهدة، وفي الجهة الأخرى تستمتع بصور قتل وعنف وتسارع للمشاهدة قبل الحذف.. عالم لا تبكي فيه “حنان” جوعاً ولا يصرخ “عمرُ” خوفاً، وأبداً لا يصادر جارنا العجوز أحلام ابنته الوردية ولا وجود لصوت “محمد” القاسي وهو يسبّ شقيقته ويلعن لباسها المنذر بالفضيحة القادمة..

قاطعني بحزم:

تحاولين إذاً تملّك ناصية الخلق بالقلم، حسبك رجاء فهمت ..

واصلت غير مبالية بعبارته الأخيرة:

أجل أكتب لأخلَق وأُخلَق. لأن الكتابة أجمل ما فينا، ولأني أودّ بصدق أن أصرخ في وجه هذا العالم القبيح:

كفى عنفاً

كفى تجبراً

نريد بناء الانسان وليس مسخاً مشوهاً…

التعليقات مغلقة.