شفيق بن بشير غربال
في بلدي اخترعوا آلةً
تحصد أرواح العاملاتِ
يُشحنَّ في العربات قطيعاً
آحادا فوق العشرات
يغرسن فلفلاً وطماطما
وسائر الخضروات
ويجنين ثمارها في شقاء
محنيّاتِ
يلفعهن البرد
وحَرّ النسيم
بأيْدٍ عارياتِ
وفكر مشغول بفلذات
يواجهون ظروفا حالكاتِ
ما بين صِبْية في سنّ المدارس
وآخرين في المقاهي يقتّلون الأوقات
معطّلين عن العمل.. من أصحاب الشهادات
الكادحاتُ قلوبهن عامرة بالأسى
مزروعة عيونهن بالعبرات
مستبسلات في عناء
صابرات، حائراتِ
بائسات، آملاتِ
لمن يتركن أكوام لحم
إلى حكومات غاشماتِ
أم إلى فقر بات أليفا
في المناطق المهمّشات
أم إلى زطلة وحَرْقة
وتهريب،
في ظروف مبكيات!؟
قصدن الرزق صاغرات
في صناديق الشاحنات
واقفات،
يسعين لحَتفهنّ غافلاتِ
الموت يقبع في الطريق
في اصطدام الشاحنات
أسفي على عائل مضى في طريق اللاعودة
ينشر السواد في القلوب الباقيات
تنعى حكومة تتخبط في الموات
تبرّئ نفسها من كل ذنب
يشهد الله إنها لَمن المهلكات
أعلِنوا الحداد بني وطني
واسألوه اللطف في القادمات.
التعليقات مغلقة.