نبوءةٌ مضحكة (1) – ماجد اليمن

ماجد اليمن

 

**

واحدٌ بعد آخر، حزمةٌ بعد حزمة، ومئةٌ بعد مئة،

سيختفي أصدقاؤك الوهميّون هنا، في هذه البقعة الزرقاء، كما تختفي رشقةٌ من مَنْيِك في فرْج امرأةٍ تحبك وتريد منك طفلاً.

الانهيار الأول.. الخسارة الأولى، نصيبُ شركات الدعاية الضوئية،

بيّاعي الكذب،

المتبوّلين في عقول الشرّائين، وهي، إنّما ستكون إفلاساً ضامراً غير مُعلن، إذ لن يكون هناك أحدٌ بعد ذلك راغباً في عبوديّة التوظُّف..

لا عاملين ولا عبيد، لقرع الطبول وإعلان التمرّد.

**

سيكتفي مارك بصديقٍ واحدٍ فقط، هي زوجته تشان،

سيقضيان شهر عسلٍ إلكترونيّ رائعٍ، مليئٍ بالـ”لوف رياكشينات”..

وعبر خاصيّة اكتشاف الأصدقاء حسب المناطق،

ستلدُ له طفلاً آخر بملامح آسيويّة صرفة،

ثمّ، وحين تكتشف خيانته وهو يستمني على الأرقام،

ستقفل حسابها،

ويعود الوحيد وحيداً.

**

هي القيامة إذن، قيامة التواصل الإجتماعيّ الذي لطالما كان كلدغةٍ كهربائيّةٍ في رأسٍ مصابٍ بالصّرع،

انحسارٌ بطيئٌ .. متسارعٌ .. ثمّ اختفاء.

**

حين ستعود للواقع الذي هجرته منذ زمنٍ _بضرورة الحداثة_ لن يكون للّغة ضرورةٌ حتميّةٌ عندها، ذلك أنّ من تعيش معهم تحت سقفٍ واحدٍ طيلة حياتك، سيظهرون كغرباء، كما كانوا غرباء دوماً.

ستبان حقائقكم التي أخفيتموها عن بعضكم أبداً، عارية،

دون سُتيان..

دون ورقة غارٍ كتلك التي سترت أثداء جدّاتكم..

أو، دون كلسون “أبو خطّ” حتّى.

وككلاب بيتبول بُنيّة بصدورٍ بيضاء خالية من الشَعر..

ستكونون.

**

الخرَسُ سيكون اللّغة، لغة الجمع الذي يتكاثر حفاظاً على الجمع، الذي يتكاثر كالجراثيم،

ومن الشجر والحجر وطيور الكاسكو الملوّنة،

سنتعلّمُ اللغة..

أصلها وترادفاتها.

التعليقات مغلقة.