قاطعني بحزم: تحاولين إذاً
تملّك ناصية الخلق بالقلم، حسبك
أتصور أن تكون القصيدة
عن ابتسامتينا
حين تتحاضنان
أراني
تَرْعَى قَصَائِدَ مَزْهُوَّةً
بِــــــــــالْبَكَارَةِ كُلَّ عُرْسٍ
تُشَاغِبُ لَعْنَةَ الْحَرْقِ:
نحن لا نرافق الذي يقتلوننا إلى احلامهم
لا أحد
يلهب الشاعر خيال النساء
و يلعن البرود الساكن في أعماقه
دون خيال..
إنَّ ربيعاً قد عادَ
فتحكي القصبةُ حينَ تخاصرُها
الألحانُ حكاياتٍ
و تقولُ لك
ونباحُ الليلِ سقيمُ الوَقْعِ.. ويرعبني..!
من شرفةِ “طوروس” المنفى.. أُنفى!!
وأسيرُ صعوداً
تعالي نحرر القبلة من جدرانها الضيقة
من صدى الخطيئة الأولى ولعنة الترجمات
أمامي ضحايا المكان
خلفي زنوجٌ يحاولون احتضانَ
حائطٍ مطليٍّ بألوانٍ فاتحة
يبكي
ما من سبب قد أتخذه ذريعة
لتبرير كيف أن الشمس اختارت
أن
من الشبابيك والأبواب
من الهشاشة
من نظرات سائقي العربات القديمة
العنصر الهلاميّ
الذي يخفي القطط والأرانب
تحت
– قفزتِ الرأفةُ منَ السطر
سألت: وما المعنى؟
لم نجبها.
كانت عيوننا تستدرّ
خذني معك…
حتى افتّش أضلعكْ.
هل كنتَ تهواني! ..
أم الايام تنكر مضجعكْ…
سجل الأطباء في تقريرِ موتي
امرأةٌ جافة
وعشراتُ الأفواهِ على شكل جروحٍ
الكهلُ الثرثار ُيسألــُني كمستجدٍ في لهو الحياة
ويسألُ في غرابةٍ هل تحبلُ الأنثى العقورُ حينما تموت؟
هنا شارع يسير فيه الموتى على رموشهم المقصفة
كل الأجوبة هنا تفر في جحور الإغتراب كفئران مبللة ببول السماء
كل الشوارع مكفنة بالحاجات
انسخهُ طريّاً ينزف حتى الآن
طريّاً، لا يتقدَّم نظرةً لما ينحسر عن كسل الجرار
طريّاً كهذا الجرح وهذا الحطام الأمير
في باريس جسرٌ لمفاتيح العشاق وأقفالها
سمكٌ ميتٌ خرج من السِّين
ومائها.
الطفل يلفّ بقماط على هيئة دودة
الميت يلفّ بكفن على هيئة دودة أضخم
لنؤكد أن الموت ليس خلاصاً
من وراء هذه النافذة الزجاجية الكبيرة
التي تطل على الميدان الواسع
رأيت كثيرات يشبهونكِ من بعيد
ملامحك
خرجتُ لا لشيءٍ إلا لأعدَّ خطواتي،
والخطواتُ كالناس مَرضَى مشاعر.
نمتُ بجروحي،
ورأيتُ عظامي في المنام،
ساعتان من كلامٍ غير حقيقي، ساعتان من الأوهام والتخيّلات،
ساعتان كاملتان يا صديقي
لم تكذبْ فيهما قطّ
إنما كنتَ تحاول أن تقدِّمَ بديلاً للحقيقةِ.
زهرةُ عبادِ شمسٍ واحدة
حقلٌ ومواسم عمل للعصافير
حين اختار فان غوخ الأصفر
هزت رأسها زهرة العباد
مثل هذا النص الذي يبدو خفيفاً
لكنه في الحقيقة
مجرد نص تافه
نعم في يوم ما كنت لذيذاً
أحتفظ بوظيفة أجدادي؛
أخيف الأطفال في الليالي المقمرة،
أصنع فخاخ للعصافير
الأزقةُ فاتتها الريح
فانبطحتْ تعوي
نباحَ الصمتِ في الأروقة.
فِي الْمَسَالِكِ الْمُضِيئَةِ تَحْتَ الْمَقامِ الْجَبَلِيِّ
فِي الأعْمَاقِ الَّتِي تُشْبِهُ سُرَّتِكِ
أفْجَؤُكِ
بِأطْلَسِ الْخُصُوبَةِ
الدخانُ في الريحِ كثيرٌ
مضطربٌ كجبلٍ سينفجر
كأنتِ
يومَ ماتَ الرب.
ناديت النّورَ: يا أبي
فلم يلتفت إليّ.
ناديت اللّيلَ: يا أبي
ففتح لي ذراعيه.
أحزان وسرو على الجانبين
يرمي سجائره على امتداد درب للتبانة.
أنا، من دونِ فضائلِ الغرابِ، أسوَدُ.
أسودُ،
لا أصلحُ لأفراحكُم.
أطلي أظافر جدتي المقلّمة بعنايةٍ داخل صورةٍ بالأبيض والأسود،
بينما أفكّر بالطرقات كيف انحنت كي أميل عليك،
أمي التي تطارد
سيارات بيع منتجات الجيش
بنت هرمًا من أكياس السكر
على سطح منزلنا
صَنَمٌ وَاحِدٌ لِأَتْبَاعِ اللَّاتِ،
نَصَبَتْهُ البَلَدِيَّةُ
فِي السَّاحَةِ العَامَّةِ الوَحِيدَة؛
الجَمِيعُ يَسْخَرُ مِنْهُ
لَمّا تحينُ (الغارة الجوّيّة)
يصفرُّ وجه الهواء
ونسبة اليتامى تتكاثر.
الجوّ باردٌ وكئيب
النّور الكهربائي يمدّ لسانه في غرفتها العلوية
وفستانُ النّوم معلّق على نافذتها
حبّ من الغبار
رأسه على تلّ شرمولا
رجلاه صفراوان
في الآبار.
الأصابع السوداء والبيضاء
الممدودة عبر العالم
الرديء السافل بالدعاء
هي أصابع إخوتي
كانت أمكِ تطبخُ أفضلَ منك،
وكان غسيلها أنصعَ من غسيلك…
كانت حسنةَ التدبير.
لولا
أنَّ النِّيلَ فِي اللَّيلِ شَرَّدَنِي،
وباعَدَ بَينِي وبَينَ لِسَاني.
الحرب معقدة كفكاهات كآبتي
أنا الآن كأغنية خرساء تملك المساء كله ..
بدون مبررات أمدحني في ذعر الكمائن وغموضها.
في كامل اليأس وفي ذروة الأمل،
كنت وحيداً على هذا الكوكب
أتسامر مع ذئاب وديعة
أصادق فيلة ضخمة طيبة
أمرح مع قرود مشاكسة
هنا ليس من السهل تذكر حماقات طفولتنا وتدبر أمر الحياة تلك الأيام التي كانت تشبه الجنازة المفتوحة ونحن غرقى على أطرافها.
ليل..
وبيوت ساكنة في العتمة
نباح كلاب تسير مُخفية ذيولها جوار حوائط الأبنية الرمادية
إن رفعت عينيكَ إلى أعلى
لمّا سُجِن الأولادُ في زنزانةٍ مع المُجرمين وعُذِّبوا
سكتتِ الذئبةُ العجوز التي كانت تروي الحكايات
حينَ حصلتِ السّماء على الأزرق
كان الصراع
على الألوان والرائحة
أخذنا الحارّةَ منها
وليكن، في هذا المكان!!
في منتصف العمر تقريباً،
في آخر تهيؤات الخيال،
تخيّلت ليلة حمراء،
الشاعر سرخسُ نما بِشراهة
في تراب محشوٍّ بالرماد وبلا فطريات
لغابةِ أبنوسَ التهمتْها الحرائق
يُبَرعم الموسيقى عنوةً عن الأدخنة والخراب